في محاولة للإجابة على سؤال حيّر العلماء لعشرات السنوات عن وجود حياة على كواكب أخرى، توصلت دراسة جديدة إلى العثور على مؤشرات لكائنات فضائية متوارية على قمر تابع لكوكب أورانوس، يُدعى “ميراندا”.
وفقاً لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، اكتشف علماء من “مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية” دليلاً على وجود محيط مائي تحت سطح ميراندا، الذي يبعد 2.7 مليار كلم عن الأرض.
ذكر المؤلف المشارك في الدراسة توم نوردهايم أن العثور على دليل حول وجود محيط داخل جسم صغير مثل ميراندا أمر مفاجئ للغاية.
وشرح أن هذا الاكتشاف يتماهى مع معلومات توصل إليها علماء خلال القرن العشرين، إلى أنّ أقمار كوكب أورانوس البعيد عن الشمس جداً قد تضم العديد من عوالم المحيطات القابلة لوجود حياة على سطحها، أو في أعماقها.
بناءً على هذه النتائج، نقل نوردهايم رسالة باسم الفريق العلمي إلى من يعنيهم الأمر، لاسيما ناسا، بضرورة إرسال مهمة فضائية جديدة إلى كوكب أورانوس.
وأعرب عن الحماس للتواصل مع أي جهة حكومية أو غير حكومية للتحضير من أجل المهمة المستقبلية، والعودة إلى دراسة أورانوس وأقماره على أرض الواقع.
من بين 288 قمراً تدور حول الكواكب التسعة الخاصة بالنظام الشمسي في مجرة درب التبانة، كان قمر كوكب أورانوس “ميراندا” قد تميّز في عام 1986 بالصور التي التقطتها المركبة الفضائية “فوييجر 2” التابعة لناسا.
وتبيّن آنذاك أن نصف الكرة الجنوبي للقمر كان عبارة عن خليط من التضاريس، التي تنجم عادة على سطح كوكب الأرض، نتيجة عمليات المد والجرز البحرية.
في الدراسة الجديدة، أعاد الفريق تقييم هذه الصور لفهم الشكل، الذي يمكن أن يبدو عليه الجزء الداخلي للقمر، فرسموا خريطة لخصائص سطح ميراندا، بما في ذلك الأودية والتلال.
بعد ذلك، قاموا بتطوير نموذج ثلاثي الأبعاد، فكشف تحليلهم أن الجزء الداخلي عبارة عن محيط شاسع تحت سطح ميراندا الجليدي، منذ حوالى 100 إلى 500 مليون سنة.
ولم يكن عمق هذا المحيط أكثر من 30 كلم تحت السطح، ويمتد لمسافة 100 كلم على الأقل، وفقاً للنموذج، ونظراً إلى أن نصف قطر ميراندا يبلغ 244 كلم، فإن هذا يشير إلى أن المحيط كان سيملأ ما يقرب من نصف جسم القمر.