حذر خبراء جيولوجيون من اقتراب ذوبان أوسع نهر جليدي في العالم المعروف بـ “نهر يوم القيامة”، مهدداً بوقوع “تسونامي” يغرق مساحات واسعة من اليابسة بسبب ذوبانه الذي يؤدي إلى زيادة ارتفاع مستويات سطح البحر حول العالم.
واستخدم باحثون من هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا “القطب الجنوبي”، روبوتات تحت الماء لأخذ قياسات جديدة لنهر “ثويتس الجليدي”، الذي يبلغ عرضه نحو 120 كلم، ما يجعله أوسع نهر جليدي حول العالم.
وتوقعت الدراسة الجديدة أن نهر ثويتس سوف ينهار بحلول القرن الثالث والعشرين على أبعد تقدير، وفقاً لما نقله موقع “مترو” البريطاني عن مضمون الدراسة.
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن حجم الجليد المتدفق إلى البحر من مدينة ثويتس والأنهار الجليدية المجاورة لها قد تضاعف أكثر من الضعف منذ التسعينيات وحتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
علاوة على ذلك، فإن المنطقة الأوسع، والتي تسمى خليج بحر أموندسن، تمثل نسبة مذهلة تبلغ 8% من المعدل الحالي لارتفاع مستوى سطح البحر العالمي والذي يبلغ 4.6 ملم سنوياً.
وفيما تبلغ سماكة الثلج في هذا النهر الجليدي نحو 4 آلاف متراً، توقع الخبراء أن انهياره سيؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر العالمية بما يتراوح بين ثلاثة وستة أقدام (متر إلى مترين)، مع احتمال ارتفاع أكثر من ضعف ذلك من الغطاء الجليدي في غرب القطب الجنوبي بأكمله.
ومما يثير القلق أنه إذا انهار بالكامل، سيؤدي ذلك إلى غرق مناطق ضخمة تحت الماء، وقتل مئات الملايين من السكان المقيمين في المناطق الساحلية من بنغلاديش إلى جزر المحيط الهادئ المنخفضة، ومن نيويورك إلى لندن.
في الدراسة الجديدة لهيئة المسح البريطانية، وضع الخبراء توقعات أكثر دقة حول التاريخ المحدد للانهيار ومراحل حدوثه، خاصة بعد تأكيدهم أن تراجع ثويتس سوف يتسارع خلال القرن المقبل نتيجة ارتفاع حرارة قاع المحيطات بسبب الانحباس الحراري المتفاقم.
من جهته، أكد عالِم الجليد في جامعة كولورادو الدكتور تيد سكامبوس أن أحدث قراءات الكمبيوتر تتنبأ باستمرار بفقدان الجليد الذي سيتسارع خلال القرن 22، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى انهيار واسع النطاق للغطاء الجليدي في غرب أنتاركتيكا في القرن 23.
وشدّد على أن “نهر ثويتس الجليدي” ضعيف بشكل استثنائي، حيث يرتكز جليدها على قاعدة أدنى بكثير من مستوى سطح البحر، وتنحدر لأسفل نحو قلب غرب القارة القطبية الجنوبية.
وفي نهاية دراستهم، دعا الخبراء قيادات الدول إلى سرعة التحرك واتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لأنها سيكون للتدخل المناخي الفوري والمستدام تأثير إيجابي في تخفيف توصيل مياه المحيطات العميقة إلى السواحل وهدم اليابسة.