في اكتشاف جديد يسلط الضوء على النظام الغذائي للبشر الأوائل في أمريكا الجنوبية، اكتشف علماء آثار بريطانيون صخرة عملاقة في إحدى غابات الأمازون بكولومبيا، تحمل نقوشاً وصوراً لحيوانات يعود تاريخها إلى 12,500 عام.
ووثق الباحثون من “جامعة إكستر” البريطانية أكثر من 3200 صورة مرسومة على الصخر، يرتبط معظمها بحيوانات مثل الغزلان، الطيور، السحالي والسلاحف والأسماك، وهو ما يشير إلى أن سكان الأمازون القدماء كانوا يتبعون نظاماً غذائياً متنوّعاً.
وذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية أن هذه اللوحات الصخرية موجودة على تلة “سيرو أزول” في غابات “سيرانيا دي لا ليندوسا” في كولومبيا، وتبيّن مراحل اندماج الحيوانات والبشر في حياة واحدة.
وتشكل هذه الرسومات “أرشيفاً صورياً لشعب عاش قبل آلاف السنين، حيث تُظهِر الأساطير الغنية التي عايشها أجيال سكان الأمازون الأصليين”، وفقاً لما ذكره مارك روبنسون، المؤلف المشارك في الدراسة.
وأضاف: “مواقع الفنون الصخرية تعطي أقدم دليل على وجود البشر في غرب الأمازون، والذي يعود تاريخه إلى 12500 عام مضت.
ركّز العلماء بشكل خاص على 6 لوحات، منها لوحة ضخمة طولها 40 متراً وعرضها 10 أمتار، وتحتوي على أكثر من 1000 صورة ما زالت محفوظة بحالة جيدة، وتحتوي على شخصيات نصفها بشري ونصفها حيواني.
ورأى مارك روبنسون، أن هذه الرسومات تدل على أساطير معقدة للتحول بين حالتي الحيوان والإنسان، وهو اعتقاد لا يزال موجوداً في المجتمعات الأمازونية الحديثة.
كما حلّلت الدراسة البريطانية بقايا الحيوانات التي عثروا عليها المواقع القريبة وقارنوها بالمخلوقات الموضحة في الرسومات الموجودة على الصخرة. وعلق رونسون: “تبيّن أن المدونين القدماء لم يرسموا فقط ما أكلوه، بل رسموا أيضاً تصوراتهم وترجموا أفكارهم عبر الفن خلال تلك الحقبة الزمنية”.