“أرض الأحلام الأمريكية”.. تسبّبت الهجرة غير الشرعية بالعثور بشكل متواصل على مئات من بقايا الهياكل العظمية المتناثرة عبر الصحراء بين الولايات المتحدة والمكسيك خلال السنوات الأخيرة.
سلط موقع “نيوزويك” في تقرير نشره اليوم عن أزمة المهاجرين، قائلاً: “غالباً ما يكون الدليل الوحيد على انتهاء حياة المهاجرين هو العثور على بقاياهم وهياكلهم العظمية بعدما تكون الوحوش الضارية قد التهمت جثثهم، فيجري تحليلها للتوصل إلى معرفة هوياتهم”.
وأشار التقرير إلى أن جماعات حقوق الإنسان لطالما حذرت من خطورة الأمر، ووصفته بـ”الأزمة الإنسانية المستمرة”.
وسجلت إحصائية صدرت عن منظمة الأمم المتحدة في شتنبر الماضي، حوالى 700 حالة وفاة واختفاء خلال الأشهر الـ12 الماضية، وهو على الأرجح عدد أقل من العدد الحقيقي بكثير، ونصف هذا الرقم كان في المنطقة الصحراوية الحدودية الممتدة بين البلدين.
ويتوجه المتطوعون إلى تلك الصحاري بحثاً عن المفقودين، ويقدمون تقارير عن الأشخاص الذين يجدونه بقاياهم، مع التقاط صور للممتلكات والملابس التي يعثرون عليها بجانب العظام البشرية التي لم يتم التعرف عليها بعد.
وقالت المتطوعة الأمريكية آبي كاربنتر إنها تطوعت لمدة عام تقريباً، نفذت خلالها 12 مهمة بحث فقط، بمعدل مهمة واحدة في الشهر، عثرت خلالها مع زملائها على حوالى 35 رفاة، لأشخاص تتراوح أعمارها بين 10 و67 عاماً.
وأشارت إلى أنه نادراً جداً ما يتم الإبلاغ عن فقدان المهاجرين غير الشرعيين.
ويرجع نقص البيانات عن المفقودين، إلى طريقة السفر، إذ يعبر العديد من المهاجرين غير الشرعيين عبر طرقات غير رسمية، لتفادي القبض عليهم وترحيلهم من السلطات الأمريكية.
ووصف المتطوع وأستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا براد جونز الوضع بـ”غير إنساني على الإطلاق”، مشدداً على أنه من حق الإنسان العيش أينما يريد رغم الحدود.
وكشف لـ”نيوزويك” أن أكثر من 4000 مهاجر لقوا حتفهم خلال العشرين عاماً الماضية على حدود ولاية أريزونا الأمريكية مع المكسيك، وهذا الرقم يرجع للعظام التي عثر عليها.
وأوضح أنه مقابل كل مهاجر يُعثر على رفاته، هناك حوالي ثلاثة إلى ثمانية، ربما لن يتم العثور عليهم مطلقاً.