انتهت عملية خلع أسنان بسيطة برحلة إلى غرفة الطوارئ بغثيان ودوار وميل في الرؤية، لرجل أسترالي في الستينيات من عمره، بعدما جرى تشخيص حالته لاحقًا بأنّه مصاب باضطراب نادر يتسبب في ذبول الأوعية الدموية في الدماغ.
وبحسب مجلة «scienc ealert»، على الرغم من أنّه من المستحيل القول على وجه اليقين أن النزيف وإجراءات الأسنان مرتبطان، إلا أن مؤلفي دراسة الحالة المنشورة مٌؤخرًا يشتبهون في أنّ الارتفاع الحاد في ضغط الدم كان السبب وراء ما يعرف في اللغة الطبية بالنزيف داخل المخ.
وظل ضغط دم المريض مرتفعًا بشكل مفهوم أثناء وجوده في غرفة الطوارئ، وكانت عينيه تتحرك بقوة إلى اليسار، ووضعيته تميل بقوة إلى اليمين، فكان من الواضح أن شيئًا ما لم يكن صحيحًا تمامًا في الأعصاب، وفي مثل هذه الحالات؛ يتم استبعاد التشخيص بالسكتة الدماغية، ليكشف التصوير المقطعي العاجل على الفور عن نزيف صغير يضغط على الأنسجة في النصف الأيسر السفلي من دماغ المريض.
ونظرًا لكونها أعضاء ذات أهمية حيوية، فإن الأوعية الدموية التي تٌغذي الدماغ لا تميل ببساطة إلى التسرب طوعًا أو كرها، فهي مُكيَّفة بشكل جيد لإبقاء جميع المواد باستثناء المواد الأساسية بعيدًا عن الخلايا العصبية الحساسة والخلايا الداعمة لها، لذا فإن تحديد سبب النزف داخل المخ يصبح مسألة ذات أولوية قصوى.
وكان جرى الاشتباه مؤخرًا في إصابة الرجل الستيني بمرض باركنسون، وخضع المريض لفحص بسيط بالأشعة المقطعية قبل ستة أسابيع فقط، ولم تكن هناك علامات واضحة للقلق فيما يتعلق بالأوعية الدموية، على الرغم من وجود علامات مهمة على ما يٌسمى بمرض المادة البيضاء، وهي إشارة واسعة إلى تلف الخلايا البيضاء الداعمة للدماغ بسبب انخفاض تدفق الدم.
وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على نظرة أكثر تفصيلا، قام الفريق الطبي برسم خريطة للمناطق وأنواع أنسجة المخ المتضررة، وأشارت المناطق الموضعية مرة أخرى من مرض المادة البيضاء إلى مرض أعمق وأكثر مزمنة.
ويصف اختصار CADASIL الذي يٌعني اعتلال الشرايين الدماغي الجسدي السائد مع احتشاءات تحت القشرية واعتلال بيضاء الدماغ، وهي حالة طبية نادرة تٌؤثر على تدفق الدم عبر الأوعية الصغيرة، وخاصة تلك التي تشق طريقها عبر مادة الدماغ، ويُعتقد أنها تٌؤثر على ما لا يقل عن 2 من كل 100000 شخص، وعادةً ما يتم تجاهل هذه الحالة أو تشخيصها بشكل خاطئ، مما يجعل من الصعب معرفة مدى شيوعها على وجه اليقين.
وتم إجراء اختبار الحمض النووي لجين NOTCH3 المكسور لاحقًا وتشخيص حالة المريض، وعلى الرغم من تعافيه من هذا النزيف خلال الأشهر القليلة التالية، فقد تم وضعه على دورة طويلة الأمد من الإسبرين للحفاظ على تدفق الدم بسهولة أكبر، ودواء للمساعدة في السيطرة على ضغط دمه.
وفي تاريخ الحالات الطبية، جرى الإبلاغ من امرأة تبلغ من العمر 52 عامًا تعاني من خراج مؤلم، التي كشف جلوسها على مقعد طبيب الأسنان أنّها تعاني من نزيف كبير داخل المخ، إذ يُمكن أن تؤدي الإصابة بأمراض اللثة على مدى عدة سنوات إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة تصل إلى 70%، وبالمثل، فإن سوء نظافة الفم يمكن أن يؤدي إلى تقليص مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC.