كشفت دراسة حديثة أن الرجال يكونون أقل عدوانية بعد شم دموع النساء، إذ تحتوي دموع الإنسان على مادة كيميائية تقلل النشاط في منطقتين من مناطق الدماغ المرتبطة بالعدوان.
ووفقاً لنتائج الدراسة المنشورة في مجلة PLOS Biology، فإن استنشاق الذكر لدموع المرأة العاطفية يؤدي إلى تقليل عدوانيته بنسبة تزيد على 43%.
وعندما بحث الباحثون عن متطوعين للدراسة، وافقت أغلب النساء «لأن البكاء مقبول اجتماعياً بالنسبة لهن»، وبعد جمع دموع ست متطوعات شاهدن أفلاماً حزينة، قام الباحثون بتعريض عشرات الرجال للدموع أو لسائل ملحي.
ووضعت مسحات من محلول ملحي أو دموع نساء على شفاههم العليا، ولم يستطع الرجال التمييز بين المادتين لأن كليهما شفاف وعديم الرائحة، ثم اختبروا في لعبة على جهاز الحاسوب تقوم بخصم نقاط على اللاعبين بشكل غير عادل لإثارة غضبهم وعدوانيتهم.
ووجد الباحثون أن السلوك العدواني انخفض بنسبة 43.7% للرجال الذين استنشقوا دموع النساء وليس المحلول الملحي، ومع ذلك افترض الباحثون أن الدموع لا تحتاج إلى أن تأتي من امرأة ليكون لها تأثير مماثل.
وتتشابه هذه النتائج مع دراسات سابقة أجريت على القوارض، وكشفت أن دموع إناث الفئران تقلل من القتال بين الفئران الذكور، كما أن ذكور فئران الخلد تلطخ نفسها بدموعها لتجنب التعرض لهجوم من فئران ألفا.
وسبق أن وجد فريق علماء من جامعة ديوك، أن الدموع البشرية قامت بتنشيط أربعة أنواع من المستقبلات الموجودة على الخلايا العصبية الحساسة للرائحة، ما يشير إلى أنها قد تستجيب للمادة المخففة للعدوان.
وقال العلماء إن أبحاثاً أخرى تظهر أيضاً أن استنشاق الدموع يقلل من هرمون التستوستيرون.
من جانبها، ذكرت عالمة النفس في جامعة ليفربول جون موريس الدكتورة مينا ليونز، أن الانخفاض في العدوانية كان «ملحوظاً»، لكنها أوصت بتكرار الدراسة قبل وضع استنتاجات قوية.
وتساءلت: «لماذا لا يقلل بكاء المعنفين في المنازل من عدوانيتهم؟».
وأضافت مينا ليونز: «إن السياق الاجتماعي للبكاء معقد للغاية، وأظن أن الحد من العدوانية هو مجرد واحدة من الوظائف العديدة المحتملة للدموع».