بينما كان شيلدون راشتون صاحب شركة بناء كندية، يستعد لنقل مبنى يبلغ وزنه 440 ألف رطل في وقت سابق من هذا الشهر، أدرك أنه يفتقد قطعة مهمة وهي الصابون، إذ تم تكليف شركته بنقل مبنى كندي عمره 200 عام تقريبًا بضعة أقدام لإفساح المجال لمجمع سكني جديد، وحفر عمال البناء تحت المبنى، وأدخلوا أكثر من عشرة عوارض فولاذية للدعم، وأحضرت الشركة شاحنة سحب وحفارين لنقل الهيكل.
وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، قال راشتون المسؤول عن عملية النقل، إن المبنى لن يتزحزح حتى يصبح زلقًا بالصابون، وللمساعدة في إنجاح هذه المهمة، ذهبت «ليان» زوجة «راشتون»، إلى حوالي 15 متجرًا لشراء كل قطعة يمكنها العثور عليها من الصابون العاجي، والتي قال عنها «راشتون» إنّها العلامة التجارية الأكثر نعومة.
واستغرق الأمر أربعة أيام وأكثر من 970 دولارًا، ولكن بحلول الأسبوع الماضي، كان لدى طاقم راشتون 700 قطعة من الصابون لتفريغها ووضعها تحت المبنى، وقال «راشتون» البالغ من العمر 67 عامًا، لصحيفة واشنطن بوست: «كان من الممكن أن تنجح المهمة بأقل من ذلك بقليل».
وبعد أن تسبب الصابون في انزلاق العوارض الفولاذية أسفل المبنى الأسبوع الماضي، قام عمال البناء بنقل الهيكل في هاليفاكس، عاصمة نوفا سكوتيا، بغرض إفساح المجال أمام تشييد مجمع سكني جديد.
وقال راشتون إنه نقل المباني بالصابون عشرات المرات، لافتًا إلى أنّ المباني الصغيرة تحتاج فقط إلى ما بين 20 إلى 40 قطعة من الصابون، لكن المبنى في هاليفاكس كان الأثقل الذي نقله خلال العقود الخمسة التي قضاها في البناء.
وجرى بناء مبنى «إلموود» في هاليفاكس عام 1826 وكان بمثابة منزل وفندق قبل أن يصبح مبنى سكنيًا قبل بضعة عقود، وفقًا لهيئة الإذاعة الكندية، وقال «راشتون» إن المبنى لم يُنقل مطلقًا حتى بدأ طاقمه أعمال البناء في أكتوبر، مُضيفًا أنّه كان متوترًا بشأن المشروع ولم يكن متأكدًا من المدة التي سيحتاجها لنقل المبنى بأمان، وبعد الحفر تحت الأرض، قال إنّ عمال البناء وضعوا تسعة عوارض فولاذية يبلغ طولها 85 قدمًا تحت الهيكل لتتناسب مع عرض المبنى، ثم أضافوا ثمانية عوارض فولاذية تحتها لمزيد من الدعم.
وعندما كان المبنى في وضع يسمح له بالدفع إلى الخلف، كان هناك نوع واحد فقط من الصابون الذي كان راشتون مرتاحًا لاستخدامه، وهو الصابون العاجي، يقول: «معظم ماركات الصابون تصبح جافة بسرعة وتتفكك، لكن الصابون العاجي يلتصق بعوارض فولاذية للحصول على شريحة أكثر سلاسة».
واعتقد «راشتون» أنّه يستطيع أخذ بعض الصابون العاجي من حمام منزله، إلا أنّ زوجته لم تُحبذ فكرة التخلي عن إمداداتها الشخصية، لذلك قادت سيارتها إلى المتاجر، حتى حصلت على 700 قطعة من الصابون العاجي، يقول «راشتون» إنّ شراء الصابون الطازج مهم لأن الصابون القديم يتشقق بسهولة أكبر.
وفي الأسبوع الماضي، قام طاقم راشتون برفع المبنى بمقدار بوصة واحدة باستخدام الرافعات الهيدروليكية، وبعد ذلك، فتح أفراد الطاقم حوالي 440 قطعة من الصابون ووضعوها على صواني تنزلق بين العوارض الفولاذية، وبين عشية وضحاها، أدى وزن المبنى إلى سحق الصابون حتى أصبحت العوارض زلقة.
وقال «راشتون» إنّ أصابع العمال كانت تؤلمهم من فتح أغلفة الصابون، ولكن في صباح اليوم التالي، قام طاقمه بتثبيت شاحنة السحب والحفارات على العوارض الموجودة في الجزء السفلي من المبنى وحركوها مسافة 15 قدمًا إلى الخلف.
وأخذ الطاقم استراحة وأضاف ما يقرب من 235 قطعة صابون إضافية للدفعة الأخيرة، وبعد ساعات قليلة، قام الطاقم بدفع المبنى إلى الخلف مسافة 15 قدمًا أخرى، وكان راشتون يشعر بالتوتر في الليلة التي سبقت الدفعة، ولكن بعد الانتهاء من المشروع، كان هو وزملاؤه العشرة تقريبًا يبتسمون ويضحكون، وبعد أن قام الطاقم بإبعاد معداتهم، قال «راشتون» إنّ العمال أخذوا إلى منازلهم بعضًا من قطع الصابون الـ 25 المتبقية كتذكارات: «كانت رائحتنا جميعًا طيبة عندما غادرنا هناك».
وعلى الرغم من أن نقل مبنى بالصابون قد يبدو جديدًا، إلا أن الفكرة ليست جديدة، إذ قامت وزارة النقل بولاية يوتا باستخدام حوالي 16 جالونًا من صابون الأطباق لتزليق جسر في عام 2016، فيما استخدمت أطقم البناء في ولاية ميسوري صابون أطباق Dawn في وقت سابق من هذا العام لنقل جسر بطول 110 قدم.