عالم الفضاء ما يزال واسعًا ويحمل في جنباته كثير من الأسرار والخبايا، إذ جرى الكشف مؤخرًا، عن 5539 كوكبًا خارج المجموعة الشمسية، وهناك مزيد من الكواكب التي يتم اكتشافها بشكل يومي، إذ شهد عام 1992 اكتشاف أول كوكب خارج المجموعة الشمسية، والآن هناك أكثر من 5 آلاف ونصف كوكب معروف حول أنظمة نجمية أخرى.
وبحسب مجلة «science alert» العلمية، كان فريق من علماء العلماء يستكشف الكويكب الغامض WASP-107b باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، وقد توصلوا إلى بعض الاكتشافات المذهلة حول غلافه الجوي.
الكوكب الغامض جرى اكتشافه عام 2017 باستخدام مجموعة التلسكوبات الآلية ذات الزاوية الواسعة للبحث عن الكواكب (WASP)، التي أوضحت أنّه كوكب غازي خارج المجموعة الشمسية له كتلة مشابهة لنبتون، ولكن بقطر أقرب إلى قطر المشتري ويبعد عن الأرض حوالي 200 سنة ضوئية، ويدور حول نجم (WASP107) في كوكبة العذراء.
وكشفت الأبحاث أنّ كتلة الكوكب وحجمه تعني أن غلافه الجوي رقيقًا إلى حد ما، فضلًا عن كونه أكثر تخلخلًا من الكواكب الموجودة في نظامنا الشمسي، ومؤخرًا استخدم فريق من علماء الفلك أداة الأشعة تحت الحمراء المتوسطة (MIRI) الموجودة على متن تلسكوب جيمس ويب الفضائي لاستكشاف WASP107b (الكوكب الثاني الذي يدور حول WASP107)، والذي مكنهم، بسبب غلافه الجوي الرقيق، من النظر أبعد وأعمق من المعتاد للكشف عن أشياء جديدة.
وباستخدام أداة MIRI، قام الفريق بدراسة الغلاف الجوي ووجد أدلة على وجود بخار الماء وثاني أكسيد الكبريت وسُحب من الرمال، ولكن من المدهش عدم وجود أي علامة على وجود الميثان، وقدمت الملاحظات رؤى جديدة حول أجواء الكواكب الخارجية، إذ سمحت الطبيعة الرقيقة للغلاف الجوي للفوتونات الصادرة عن النجم المضيف WASP107 بالاختراق بشكل أكبر ما أدى إلى تكوين ثاني أكسيد الكبريت، وهو ما كان غير متوقع على الإطلاق.
كما تم اكتشاف السحب على الرغم من أنها تتكون من جزيئات سيليكات صغيرة، وهي المكون الرئيسي للرمل، ولوحظ أنّها على عكس السحب الموجودة على الأرض.
ومن المعروف أنّ الماء يتجمد على الأرض عادةً عند درجات حرارة منخفضة، ولكن في الكواكب الغازية العملاقة حيث يمكن أن تصل درجة الحرارة إلى ما يقارب 1000 درجة، يمكن أن تتجمد جزيئات السيليكات ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تكوين السحب.
تبلغ درجات الحرارة على WASP107b حوالي 500 درجة، وعند درجات الحرارة هذه تنتج السحب التي تشكلت من جزيئات السيليكات أمطارًا تسقط وتتبخر في المستويات الأدنى، قبل أن يتم رفعها مرة أخرى وتتجمع ثانية في السحب.
كان غياب الميثان هو أحد الاكتشافات المفاجأة، إذ يعتبر غيابه إشارة إلى احتمال أن يكون الغلاف الجوي أكثر دفئا مما كان يعتقد في البداية، وقد بدأت دراسات WASP107b أخيرًا في كشف تنوع أجواء الكواكب الخارجية وتعقيدات التفاعلات الكيميائية في العوالم الغريبة.