في مستودع ضخم، يستريح 3 من أحدث العاملين بشركة أمازون بأرجل متباعدة مع توافر وحدة تحكمهم خلف رؤوسهم، فبنقرة زر تعلن وقت الاستراحة متجهًا إلى وضع الوقوف بينما تستيقظ أعينهم بصوت طنين؛ لأن هؤلاء ليسوا موظفين بشريين، فالآلات التي تشبه البشر عمال أمازون الآليون.
وبحسب ما ذكرته صحيفة «ذا صن» البريطانية، هناك انطباعات أولية بشأن الروبوتات الرقمية الجديدة لعملاق التكنولوجيا عبر الإنترنت «أمازون»، داخل المركز العصبي لمركز تطوير أمازون في سياتل بواشنطن.
وجرى منح الأنواع السابقة من الروبوتات المساعدة مثل Pepper، التي صنعتها شركة «سوفت بنك» اليابانية، وجهًا لطيفًا ومبهجًا لكن الروبوت الرقمي من أمازون له شكل مختلف؛ إذ قال تاي برادي، كبير خبراء التكنولوجيا في شركة أمازون للروبوتات، إن الشركة العالمية كانت مهتمة أكثر بكيفية سير الروبوت والعمل جنبًا إلى جنب مع العمال البشريين أكثر من اهتمامه بمظهره.
وتابع: «حقيقة أنّه في شكل بشري، هذا ليس الاهتمام الأساسي أنا مهتم حقًا بما يمكن أن يفعله الروبوت.. إذا كان الشكل البشري يشكل عائقًا، فيمكننا تغييره».
وفي الوقت الحالي، يقتصر استخدام الروبوت Digit على تكديس الصناديق الفارغة في مستودع منشأة الاختبار، جنبًا إلى جنب مع العمال البشريين، بينما تعمل أمازون على تحديد ما يمكنها فعله.
كما تصر أمازون على أنها تريد أن تعمل الروبوتات بشكل تعاوني مع الناس، في حين قال مؤسسها جيف بيزوس إن الروبوتات لن تحل محل البشر، مضيفا السيد برادي: «إنه يسمح للناس بالتركيز على المهام ذات المستوى الأعلى. لن تنفد منا الأشياء التي يجب القيام بها أبدًا».
كما طور عملاق الإنترنت أيضًا ذراعًا آلية للمساعدة في تعبئة البضائع، وغرفة توصيل من السيارة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفحص شاحنات توصيل العمال بحثًا عن العيوب، ونظام روبوت جديد آخر، سيكويا، الذي يرفع الصناديق ويدورها على حزام ناقل.
وفي عام 2017، تم جلب روبوتات كيفا لحمل أبراج تضم مئات المنتجات العشوائية للعمال لالتقاطها وتعبئتها، وبعد مرور عام، اشترت أمازون الشركة التي صنعتها في صفقة بقيمة 775 مليون دولار ويتم استخدامها الآن في 30 من مستودعات أمازون الآلية في المملكة المتحدة.
وتقول أمازون إن هذه التقنيات تعني أنها تستطيع تعبئة طلب العميل بشكل أسرع بنسبة 75% من ذي قبل، وعلى الرغم من استثمار مبالغ كبيرة في تكنولوجيا الروبوتات منذ عام 2012، لا تزال أمازون توظف مئات الآلاف من العمال الجدد ولديها 750 ألف روبوت يعملون الآن في مستودعاتها، مع قوة عاملة عالمية تبلغ 1.5 مليون شخص.