نقلت صحيفة تايمز البريطانية، إن عامل مستودع خطط لإطلاق نار جماعي في مدرسة ابتدائية انتقاماً لتعرضه للتنمر فيها قبل أكثر من 20 عاماً، وذلك حسبما علمت المحكمة.
إذ حَمَل ريد ويشهوسن، البالغ من العمر 32 عاماً، في صدره نية مهاجمة أحد مقار الشرطة، لكن خطته أُحبطت عندما عثر ضباط شرطة داخل منزله على “صندوق أسلحة صغير” من البنادق والذخيرة منزلية الصنع.
وأُبلغت محكمة التاج في بريستول بأن ويشهوسن حمل في صدره ضغينة تجاه زملائه في المدرسة الكائنة في ويستون سوبر مير، الذين “ثَبَّتوه عند جدارٍ دون سبب”، وبسبب معلم “استغرق حصةً يتنمر عليه”.
كتب ويشهوسن وثيقة “انتقام” تحتوي على 10 أسماء ينوي قتلهم بـ”أسلوب القاتل المحترف” قبل أن يفتح النار على مدرسته الابتدائية القديمة، وبعدها كان سيستخدم البنادق والقنابل المصنوعة منزلياً لمهاجمة مقار شرطة أفون آند سومرست.
ضمّت قائمة الأهداف موظفين من وحدة إصدار تراخيص الأسلحة النارية، الذين رفضوا طلبه من أجل الحصول على بندقية في عام 2009.
وعلمت المحكمة أن ويشهوسن اقتنى أزياء وشارات شرطية أصلية، وسترة واقية، في إطار خطته لمهاجمة مقارهم. كذلك دفع المال للحصول على معلومات أساسية حول أهدافه للتأكد من عناوين منزلهم.
وكتب ويشهوسن عن قتل زملائه في المستودع الذي عمل فيه بضاحية أفونماوث، لأنهم سخروا منه للذهاب إلى بولندا لزيارة المشتغلات بالجنس حسب إفادته.
فيما ذهب 5 ضباط شرطة إلى المنزل الذي يسكن فيه مع والده في 28 نونبر من العام الماضي، بعد أن تلقت الشرطة معلومات استخباراتية تفيد بأن ويشهوسن يحول أسلحة صوت إلى أسلحة نارية قادرة على إطلاق رصاص حي.
وعثرت الشرطة داخل العقار وفي بناية خارجية، على عدد من الأسلحة والأدوات اللازمة لصناعة الذخيرة والمتفجرات.
وقبل تقييد يديه، طلب ويشهوسن الذهاب إلى المرحاض، حيث أطلق الرصاص على رأسه. سمع الضابط الذي وقف خارج المرحاض صوت إطلاق الرصاص والجلبة، فركض إلى الأسفل وأبلغ زملاءه بأن “ينسحبوا”، وبعد ثوانٍ نزل ويشهوسن عبر الدرج مصوباً مسدساً تركياً مُعدَّلاً نحو الشرطة، حيث أطلق عليه ضابطان مسلحان النار 3 مرات على الدرج، ووجد تحليل المسدس والذخيرة أن السلاح الذي لديه كان فتاكاً.
تلقى ويشهوسن المساعدات الأولية واصطُحب إلى مستشفى ساوثميد، حيث أظهرت الفحوص أن طلقة من سلاحه استقرت خلف أذنه اليمنى. وقضى ويشهوسن 4 أشهر في المستشفى، وخرج منها لاحقاً بعد أن وُجّهت إليه اتهامات بحيازة أسلحة نارية ومتفجرات.
لم يقر ويشهوسن بالذنب لحيازة مواد متفجرة بنيّة تعريض حياة الآخرين للخطر، وحيازة أسلحة نارية بنيّة تعريض حياة الآخرين للخطر، وامتلاك أسلحة نارية دون ترخيص، وامتلاك ذخيرة بنيّة تعريض حياة الآخرين للخطر.
أبلغت النيابة، مُمثلةً بالمستشار جوناثان ريس، هيئة المحلفين في اليوم الأول من المحاكمة بأن “المنزل الهادئ” الذي يسكنه ويشهوسن احتوى على “سر مظلم”. وأوضح: “خلال مدة زمنية طويلة، شرع ويشهوسن، الذي يكنّ اهتماماً مروّعاً بالقتلة سيئي السمعة والقتل الجماعي والتفجيرات، في بناء -بحسب كلماته- مستودع صغير من الأسلحة النارية والمتفجرات، بصورة غير قانونية”.
وتابع: “لقد نجح جزئياً. السؤال المطروح أمامكم هو لماذا فعل ذلك؟ الإجابة، وفقاً لوثيقة كتبها في يونيو 2022، كانت “الانتقام”. كان عنوان الوثيقة “الانتقام”، وبدأت بالتالي: “الانتقام في عقلي، إنه دافع قوي”.
قال ريس إن ويشهوسن مضى قدماً في تحديد أسماء الأفراد الذين يريد قتلهم بالأسلحة التي كان يصنعها في المنزل.
وكتب ويشهوسن متحدثاً عن أحد زملائه السابقين في الصف: “قريباً سوف ألاحقه بمسدس مكتوم الصوت. قريباً سوف يكون ميتاً، بعد أن أُجهز عليه”.
وقال ريس إن ويشهوسن احتفظ بمذكرة رقمية تفصّل اهتمامه بالأسلحة النارية والقتل الجماعي منذ 2011.
في مقابلة مع الشرطة أُجريت في مارس، قال ويشهوسن إن حادث 28 نونبر كان محاولة انتحار. وأوضح: “عندما كنت في المرحاض، أطلقت الرصاص على رأسي لأقتل نفسي. وركضت نحو الشرطة أملاً في أن يقتلوني”.
وفي مقابلة أخرى، قال إن وثيقة الانتقام كانت محض “قصة خيالية” وأنه لم تكن لديه “نيّة لإيذاء أي شخص”. وأوضح: “كتبتها لتسلية نفسي. لم أؤذِ أي شخص قط، ولم أرغب قط في إيذاء أي شخص آخر”.
وقال ريس إنه أبلغ الشرطة بأن المتنمرين والمعلمين في المدرسة “الذين سمحوا بذلك” في مدرسته الابتدائية كانوا “في عقله طوال الوقت”، وأوضحت الصحيفة أن المحاكمة لا تزال مستمرة.