"الكسابة"

“الكسابة” قبيل العيد.. رحلة المعاناة لبيع الأضاحي بعد سنة من الرعي

تبدأ رحلة البحث من جديد لـ”الكسابة” عن “كراجات” للكراء، في عدد من الأحياء الشعبية بالدارالبيضاء، قصد عرض الأغنام قبل أسبوعين من عيد الأضحى، قدوما من قرى وبوادي مختلفة.

كما أن إيجاد “كراج” للكراء، يفرض على “الكسابة” بحثا يسبق العيد، بحوالي ثلاثة أشهر، قبل جلب شاحنات الأغنام، مع ضرورة دفع عربون يقدر بحوالي 500 لحجز “الكراج”، في حين يصل سعر “الكراء” لمدة قد تقل عن 15 يوما إلى 5 آلاف درهم.

وفي هذا الصدد، تحدث موقع “مشاهد 24” إلى أحد “الكسابة” ممن حالفه الحظ، في تجديد الاتفاق بينه وبين صاحب محل، موضحا أن الاتفاق يكون شفويا لا يستند علي أي وثيقة، اعتبارا إلى أن “الكراء” رهين بفترة العيد، إلى جانب أن معظم المحلات ليس لها أي سجل تجاري، يفضل أصحابها الاستفادة منها، مرة خلال السنة”.

ويتحمل “الكسابة” عند كراء محل، حسب رواية أحدهم لموقع “مشاهد 24″، المبيت يوميا بجوار الأغنام، لحراستها وحماية أكياس العلف من السرقة، في ظروف مرهقة لا بديل عنها، حيث كثيرا ما يتهدد اللصوص الأغنام، فيصبح لزاما عليهم تقليص هامش الخسارة، بحماية أغنامهم طيلة الفترة التي تسبق العيد، بموازاة العبء الذي يتكبدونه خلال العرض، بتردد الزوار كل لحظة لمعاينة الأغنام.

وأوضح “الكساب” نفسه، أن “كراء المحلات أنسب إليهم مقارنة مع الأسواق، حيث إن هذه الأخيرة تكلفهم مصاريف مضاعفة، قد تكلف دفع 50 درهما للرأس الواحد من الأغنام خلال اليوم.

كما يضطر تجار الأضاحي إلى إعادة الأغنام إلى البوادي بعد العيد، وبيعها بأقل ثمن إلى الجزارين تداركا لخسارة أكبر، حيث إنه لا يمكن عرضها للبيع في السنة الموالية، فكلما كانت الأغنام أصغر سنا، كلما اشتد عليها الطلب، يوح “الكساب”.

في حين يبقى هامش الربح من تجارة الأغنام متباينا من سنة لأخرى، استنادا إلى حجم المصاريف التي أنفقوها لتربية هذه الأغنام خلال السنة، وكذا القدرة الشرائية للمواطن.

وحسب توضيح “الكساب” للموقع “مشاهد 24″، فإن تربية الأغنام خلال السنة، هو مهمة شاقة للغاية، خاصة في خضم قلة الأعشاب والنباتات في المراعي، بسبب قلة التساقطات، ما يضطر الفلاحين إلى الاعتماد على أنواع مختلفة من العلف، باقتناء، “الفصة” التي يتجاوز ثمنها درهمين للكيلوغرام الواحد، و”الزرع” الذي يقدر بأكثر من 4 دراهم للكيلوغرام الواحد،، وكذا “النخالة” بأزيد من 3 دراهم للكيلوغرام، ثم “الشمندر” بـ  3 دراهم ونصف الدرهم للكيلوغرام”، وهي مواد ضرورية لتغذية الأغنام بما يضمن سلامتها وجودتها.

كما يكلف الرأس الواحد للغنم حوالي 15 درهما للعلف في اليوم الواحد، وهي المصاريف التي تنضاف إلى تكاليف النقل عبر الشاحنات التي تصل إلى 2000 درهم، إلى جانب تكلفة كراء “الكراجّ، ومصاريف التجار من مأكل ومشرب.

وأمام هذه المعاناة من أجل توفير هامش ربح، يظل هذا الأخير مقرونا بحجم الطلب والقدرة الشرائية للمواطن، فيما تتحدد الأسعار من حجم التكاليف التي صرفها الفلاحون في تربية الأغنام خلال السنة وكذا المصاريف التي بذلها لنقلها وكراء محل لعرضها.

اقرأ أيضا

محاكمة “ولد الشينوية”.. تأجيل الملف لإعداد الدفاع

أجلت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الزجرية عين السبع بالدار البيضاء، ملف "التيكتوكر" رضى البوزيدي المعروف باسم "ولد الشينوية"، إلى بعد غد الأربعاء 4 دجنبر المقبل.

بريطانيون يتدافعون لشراء مخابئ نووية من الحرب الباردة بأسعار قياسية

في الوقت الذي تهدد فيه روسيا الغرب بكارثة نووية، تستعد الدول في مختلف أنحاء العالم …

بعد لقاءات.. قانون الصناعة السينمائية يجمع لجان برلمانية ببنسعيد

ستناقش الفرق البرلمانية ، دراسة مشروع قانون رقم 18.23 يتعلق بالصناعة السينمائية، وبإعادة تنظيم المركز …