الجزائر.. دولة بـ “بلاش”

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان27 مارس 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
الجزائر.. دولة بـ “بلاش”
الجزائر.. دولة بـ “بلاش”

كتبت منظمة “السلام الأخضر”، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، هذه العبارة “هل أنت من الناس الذين يستطيعون فعل الأشياء الخارقة؟”، وتساءلت حين قرأت هذا الإعلان، هل تجهل هذه المنظمة، أن في الجزائر نظام خارق قائم في حد ذاته منذ 1962، يصنع الأبطال الخارقين والرؤساء الخارقين والأحزاب الخارقة والتنمية الخارقة والأفكار الخارقة، بل حتى “الشيتة “ الخارقة، والتي تجاوزت كل معجزات سيدنا عيسى.. نظام يمكنه أن يجعلك ترى الأسود أبيضا، ويفتح لك طريقا في البحر يابسا، وهو لم يستطع أن ينجز “طريقا سيارا محترما”، ويجعلك ترى الفشل نجاحا والوطنية غباء والفساد “شطارة” والجهوية صلة رحم والفقر “مكتوب علينا “، حتى الحفر في الطريق ستراها بساتينا وورودا.. نظام يجعلك ترى المستشفيات خمس نجوم، والجامعات تخرج العباقرة، ويجعلك ترى أننا بلد ديمقراطي بامتياز، هنا تتناحر الأحزاب بينها في إبداء الولاء والوفاء لبرنامج الرئيس، وكلها أحزاب تبناها الرئيس.. كل شيء خارق حتى الذين يدافعون عن هذا النظام خارقون، في أفكارهم وتبريراتهم، فنسمع كثيرا ونقرأ تصريحات المسؤولين وبعض المغرمين بهذا النظام، والمزايا التي يقدمها لهم، يتهمون الصحافة وبعض الأصوات الناقدة له ولطرق تسييره، بأنها تقدم صورة قاتمة عن الجزائر، وأنها لا ترى إلا الجوانب السلبية، فيما يقوم به ويقدمه لهذا الشعب، طيلة السنوات الماضية، خاصة منذ مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.. إن أغرب ما نسمع من هؤلاء الذين يدافعون عن الرئيس وزمرته ومحيطه، قولهم إن الجزائر الدولة الوحيدة التي تمنح السكن بدون مقابل “بلاش”، والقروض “لونساج” دون فوائد، والتعليم بـ«بلاش” والعلاج بـ«بلاش”.. ولا أعلم هل هذا يندرج ضمن لائحة منشور منظمة “السلام الأخضر” أم لا؟ وأتساءل هل يعتقد هؤلاء فعلا، أنها ميزة وقوة وتطور وتقدم واستراتيجية ناجحة وعبقرية خارقة، أن تقدّم الدولة كل شيء لشعبها بلا مقابل؟ هل من المنطقي والحكمة، أن نجعل شعبا بأكمله يتنافس على ثقافة اللامقابل “بلاش”؟ هل من المعقول أن نطلق يد الفساد في كل شيء، لننخر الدولة ونلهي الشعب بالفتات عبر سياسة “بلاش”؟ لقد عجزت الجزائر عن إيجاد أطر واستراتيجية إنتاجية، حتى أصبحت تستورد كل شيء بعائدات النفط، الذي كان من المفروض أن يوجه للتنمية، التي تخلق مناصب العمل وتسمح بخلق الثروة.. هل هو تميّز أن دولة مثل الجزائر عاجزة عن إيجاد نظام إنتاجي يسمح للمواطن بأن يتحصل على دخل محترم ويحتكم لنظام بنكي يسمح له باقتناء سكن محترم؟

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق