الصمت الدولي على إرهاب الجنوب الليبي

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان6 يناير 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
الصمت الدولي على إرهاب الجنوب الليبي
الصمت الدولي على إرهاب الجنوب الليبي

تحول الجنوب الليبي إلى وكر للإرهابيين وقاعدة خلفية لهم، وحسب التقارير الاستخباراتية والمعلوماتية التي تناقلتها الأوساط المطلعة فإن هناك نقاطا ترابط بين "داعش" ومجموعات كانت مرتبطة حتى الآن بـ"القاعدة" في منطقة الساحل والصحراء، وخصوصاً في "درنة" وليبيا حيث يحاول "داعش" الإمساك بزمام الأمور، وهي المنطقة التي يوجد فيها "بلمختار"، أحد أبرز قياديي "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي وأيضاً "إياد آغ غالي"، زعيم جماعة "أنصار الدين". والمشكلة الكبرى أن هذه الجماعات في تطور مستمر ولها علاقة بما يقع في ليبيا التي أصبحت دولة ضعيفة جدا، حيث هناك غموض سياسي خطير ويتنازع الشرعية السياسية في البلدة برلمانان وحكومتان في بلاد تسبح في غيابات ما يشبه الحرب الأهلية. كما أن المجموعة الدولية لا تكترث كثيراً لما يمكن أن يتمخض عليه هذا التراكم الإرهابي في هذه المنطقة، تماماً كما لم تكترث في البداية إلى تمزيق النسيج الاجتماعي والوطني في العراق بعد سقوط صدام حيث تجيشت الغرائز العصبوية (الطائفية والمذهبية والعرقية والعشائرية)، وتشكلت مؤسسات الدولة بناء على نظام الاحتصاص (المحاصصة) الطائفي والعرقي. ومن جوف البنية الطائفية والمذهبية وغياب القشرة الحامية للدولة، نمت الفيروسات الجهادية التكفيرية كـ"داعش" وغيرها وانتقل نطاقها بسرعة البرق، سخر للقضاء عليها أزيد من أربعين دولة في تحالف دولي لم يسبق له مثيل حتى في الحربين العالميتين، والأدهى من ذلك أن هذا التحالف لم يستطع لحد الساعة القضاء عليها، وهي في زيادة مستمرة. وكأن التاريخ يعيد نفسه دون أي مكترث. وأخاف أن يخرج من رحم الجنوب الليبي غدا ما هو أهول وأخطر. وأتعجب لماذا لا تستفيد القوى العالمية من تجارب مناطق مماثلة وبيئات متشابهة مولدة لنفس الإرهاب، لتستبق الأحداث وتتدخل قبل فوات الأوان.

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق