الجزائر بين نكبة الطائرة ونكبة التحقيق؟!

المضاربات الأمنية التي أحاطت وتحيط بتحطم الطائرة الجزائرية في مالي تجعل المتابع للملف تجتاحه الشكوك كإعصار عات.!
أولا: شكوك حول سلامة عقود كراء طائرات النقل الجوي المدني من إسبانيا، وما يعزز هذه الشكوك هو فتح تحقيق أمني مع الشركة (الخطوط الجوية الجزائرية) ثم الحديث عن تغيير مديرها وبعض إطاراتها في إطار هذه الكارثة.! ثم الحديث عن إلغاء صفقة تخص طائرة أخرى أجّرت من طرف الشركة الجزائرية من شركة إسبانية. ثم الحديث عن عطب فني خطير أصاب طائرة إسبانية اكترتها الخطوط الملكية المغربية. ثم الحديث عن أن صفقة كراء الطائرات الإسبانية وراءها أصابع وساطة امرأة جزائرية. كل هذه الأمور تدفع للشك في الملف التقني والتجاري للصفقة.! هل هذا كان مقصودا من فرنسا وامتداداتها في الجزائر للتعتيم على الملف الأمني الذي قد يكون هو الذي تسبب في سقوط الطائرة، وفرنسا تريد التعتيم عليه حتى لا تقدم نفسها على أنها كانت تستخدم الطيران المدني في مسائل عسكرية في الساحل الإفريقي على اعتبار أن نصف ركاب الطائرة الجزائرية المنكوبة كانوا من العساكر الفرنسيين.!
ثانيا: لماذا قال وزير الخارجية الجزائري لعمامرة: إن أول من أبلغ عن مكان الطائرة المنكوبة هي جماعة مسلحة تنشط في شمال مالي؟ ولماذا تحدث وزراء الخارجية والاتصال والنقل أولا عن فقدان علبة سوداء ثم قالوا إنهم عثروا عليها؟! ولماذا سربت بعض الأخبار التي تقول: إن فرنسا كانت تبحث عن ملفات بين حطام الطائرة تخص نشاطها الأمني في منطقة الساحل، كانت هذه الملفات مع ضباط (D.S.T) نكبوا في الطائرة المنكوبة؟! ولماذا سرب خبر آخر قال: إن هناك جزائريين اثنين لم يصعدا إلى الطائرة في آخر لحظة؟! ولماذا احتكرت فرنسا حكاية التحقيق في سقوط الطائرة وفي عملية فتح العلبتين السوداوين؟! ولماذا يقال الآن إن المخابرات الأمريكية تحقق في موضوع تحطم الطائرة الجزائرية؟! هل الأمر له علاقة بصراع أجهزة المخابرات الفرنسية الأمريكية الجزائرية في منطقة الساحل؟! وأن الطائرة المنكوبة قد تكون ضحية لهذا الصراع؟! لماذا تعتبر فرنسا مسألة التحقيق في الطائرة المنكوبة من صميم الأمن القومي الفرنسي رغم أنها ليست طائرة فرنسية ولم تسقط فوق الأراضي الفرنسية؟!
الخذلان الجزائري المالي في هذا الموضوع أمام فرنسا هو الذي يثير الشكوك إلى حد أنها تصبح شبه اليقين؟!
تسيير ملف الطائرة المنكوبة من طرف الجزائر يشبه في بؤسه تسيير ملف الطائرة الفرنسية المختطفة في مطار الجزائر والتي حولت بأمر من الإليزي إلى فرنسا تماما مثلما سلمت العلب السوداء للطائرة المنكوبة وملف التحقيق إلى فرنسا بأمر من الإليزي إلى السلطات الجزائرية.
“الخبر” الجزائرية

اقرأ أيضا

الصحراء المغربية

منزلقات تأويل موقف روسيا من المينورسو

أثار التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص التمديد لبعثة المينورسو جدلا كبيرا في مختلف …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *