“كانييطي” يحضر معرض الفلاحة بمكناس لإرساء علاقات المستقبل

ستكون المشاركة في فعاليات المعرض (الصالون)الدولي  للفلاحة بمكناس،  آخر نشاط رسمي يقوم به وزير الفلاحة والبيئة الإسباني، أرياس كانييطي، قبل أن يترك منصبه للتفرغ لخوض انتخابات البرلمان  الأوروبي، يوم 25 ما يو المقبل، على رأس قائمة الحزب الشعبي الحاكم.
ومن المفارقات أن يكون المغرب أول بلد زاره “كانييطي”  بعد تعيينه وزيرا للفلاحة في الحكومة الإسبانية الحالية، حيث وجد الوزير  الإسباني آنذاك   في انتظاره مشاكل صغيرة عالقة بخصوص  اتفاقي  الصيد البحري  والمواد الفلاحية التي يصدرها المغرب إلى الأسواق الأوربية، وتمر عبر التراب الإسباني. ونجح “كانييطي” بفضل  علاقة الصداقة التي تجمعه بنظيره المغربي،عزيز أخنوش، في  طي صفحة خلافات الساعات الأخيرة.
ويصل  الوزير  الإسباني إلى المغرب   يوم 22 من الشهر الجاري  ويظل إلى غاية  24 وهو اليوم المقرر لتسليمه حقيبة المسؤولية  إلى من سيخلفه في الحكومة، في إطار تعديل حكومي محدود.
ومن المقرر  أن يجري المسؤول الإسباني، مباحثات مع نظيره ومع مسؤولين مغاربة  آخرين تتناول أوجه التعاون  الثنائي،  بالنظر إلى  موقع الوزير الزائر في هرم الحكومة الإسبانية والحزب الشعبي  وكذا قربه من رئيس الوزراء “ماريانوراخوي” كما يعتبر “كانييطي” ابرز المدافعين في الحكومة،  عن علاقات   جيدة  بين بلاده والمغرب لا تقتصر على مجالي الصيد البحري  والمواد الفلاحية، وكلاهما  ملفان  يعرفهما  الوزير الإسباني أدق  معرفة، كونه كان على راس القطاع  في ظل حكومة رئيس الوزراء الأسبق “خوصي ما ريا أثنار” وخاض مع المغاربة جولات التفاوض.
ومن المنتظر أن يثير الجانب المغربي مع  المسؤول الإسباني، مشكل  حجم المواد الزراعية المسموح للمغرب بتصديرها  على أثر قيام الجانب الأوروبي بفرض تقنينات بينها تحديد الحصص من جانب واحد،  خلافا لما  ينص عليه الاتفاق المبرم بين الجانبين في هذا الصدد والذي عارضه المزارعون الإسبان بضراوة  كعادتهم في رؤية  قضايا التعاون مع المغرب من زاوية نظر جد ضيقة بل متحاملة أحيانا.
ويعرف وزير الفلاحة الإسباني، الأسلوب  الذي ينهجه المغاربة في التفاوض  وغالبا ما  تنتهي  النقاشات معهم بسلام  وبنتيجة مرضية للطرفين.
وفي ذات الصدد، يحرص المغرب على  أن يكون له صوت صديقومتفهم ومسموع  في برلمان “ستراسبورغ” واللجنة الأوروبية ببروكسيل، حيث من المحتمل أن يشغل “كانييطي” منصبا رفيعا ومؤثرا في صياغة السياسات  الأوروبية المقبلة  بخصوص الصيد والزراعة والبيئة  والتي سيكون للمؤسسة التشريعية  صوت راجح في تحديدها وباقي السياسات البينية ومع الخارج.
إلى  ذلك، لم يعين، ماريانو راخوي، اسم  من سيخلف “كانييطي”على رأس وزارة  الفلاحة، حيت تتحدث التوقعات عن إسناد المنصب  للكاتب العام للوزارة، ضمانا لاستمرار السياسات التي  وضع أسسها “كانييطي” الذي لن يحضر اجتماع مجلس الوزراء المقبل يوم 25 ابريل، بعد انتهاء  العطل الدينية.
وتأتي زيارة “كانييطي” الوداعية إلى المغرب، بعد الزيارة الأخيرة  التي قام بها وزير خارجية بلاده، إلى الجزائر والبلاد في خضم معركة الانتخابات الرئاسية، وهو أمر مثير وغير مستحب في العلاقات الدولية.
وطبقا لتقارير، فان زيارة رئيس الدبلوماسية الإسبانية  للجزائر، أملاها الحذر  من تداعيات الأزمة الأوكرانية، وتأثيرها على  تزويد أوروبا  بالغاز الروسي الذي يمكن، أن يتوقف  في حال التصعيد بين روسيا  وأوروبا، ولذلك  تم طرق ابواب الجزائر لمعرفة مدى استعدادها لتعويض الغاز الروسي.
ولا يستبعد أن يطمئن “كانييطي” المغاربة بخصوص موقف بلاده من نزاع الصحراء، على إثر تصريحات وزير الخارجية “مارغايو” في الجزائر بشأن الملف والتي أثارت تساؤل الرباط.

اقرأ أيضا

ليبيا تحبط مخطط الجزائر.. الرئيس الموريتاني يتسلم رسالة من المنفي تتعلق بتفعيل اتحاد المغرب العربي

يبدو أن محاولة النظام الجزائري الساعية إلى خلق إطار بديل يحل محل اتحاد المغرب العربي، قد باءت بالفشل الذريع.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *