تركيا وخطاب القومية الإسلامية

سعد الدين لمزوق
دولي
سعد الدين لمزوق8 سبتمبر 2014آخر تحديث : منذ 10 سنوات
تركيا وخطاب القومية الإسلامية
7fef43cc97b0446debe8bb9fa6350fb5 - مشاهد 24

بعد التغير الذي طرأ على المشهد السياسي التركي مؤخرا من خلال تولي أحمد أوغلو رئاسة الوزراء خلفا لرجب طيب أردوغان، بدأ الحديث في الأوساط التركية عن الوجهة التي ستسلكها البلاد دائما تحت قيادة حزب العدالة والتنمية.
الاتهامات التي يكيلها معارضو الحزب الإسلامي بأن يريد إقامة “جمهورية دينية” من خلال التركيز على خطاب قومي إسلامي استأثرت باهتمام الكاتب التركي برهان الدين دوران.
الكاتب تساءل إن كان بإمكان هذا الخطاب “الحضاري”، الذي ساهم في إنهاء الإقصاء من الحياة السياسية الذي كان يعاني منه إسلاميو تركيا، من شأنه أن يساهم في تحقيق مجتمع أكثر تجانسا، وهو الهدف الذي يسعى له أي خطاب قومي في نهاية المطاف.
الحديث عن “حضارة تركيا” يهدف من خلاله الإسلاميون إلى معالجة ثلاثة مسائل رئيسية يقول برهان الدين دوران، وهي: “الإرث الكمالي الذي يتميز بسياساته الإقصائية، والنظرة الرومنسية إلى التاريخ الإسلامي وكذا “الطبعية المصطنعة” للنظام الإقليمي.
ويضيف الكاتب أنه حينما فشلت “الكمالية” في مساعيها لخلق مواطن تركي ومجتمع تركي جديد، أخذ حزب العدالة والتنمية على عاتقه إعادة الأمور إلى نصابها، بما في ذلك التعامل مع التحديات التي تعيشها المنطقة التي ما زالت غارقة في حالة من عدم الاستقرار، والذي هو بدوره أحد مخلفات تركة الحرب العالمية الأولى.
في ظل هذه التحديات، يتساءل كاتب المقال، هل يستطيع حزب العدالة والتنمية الانخراط في مشروع قومي إسلامي؟ ويرد برهان الدين دوران على تساؤله بالقول إن إسلاميي تركيا يستطيعون القيام بذلك حتما، من خلال التركيز على الإسلام “كقوة موحدة”.
بيد أن كاتب المقال يحذر من مغبة تحول العدالة والتنمية إلى حركة هوياتية جامدة، وهو ما سيخلق مشاكل لتركيا والحزب الحاكم على السواء، وعلى رأسها رفض أطياف من المجتمع لحالة التنميط هاته من بينهم الأكراد ذوي النزعات اليسارية والعلمانية التقليدية وكذا الطائفة العلوية.
الحل يكمن في نظر برهان الدين دوران في الوعي بأن حضارة تركيا هي من المرونة بمكان بحيث أنها قادرة على التكيف مع واقع التعددية في البلاد.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق