حذرت المعارضة الإيرانية من مخطط للحرس الثوري الإيراني تشارك فيه القوات العراقية، لشن هجوم ضد مخيم الحرية – ليبرتي قرب بغداد للاجئين الإيرانيين، في محاولة لإبادتهم، وحملت الأمم المتحدة والإدارة الأميركية المسؤولية الأخلاقية والشرعية تجاه أمن وسلامة السكان، ودعت الى نشر مراقبي الأمم المتحدة من القوات ذات القبعات الزرق في المخيم.
قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن قوة القدس الإيرانية والقوات العراقية بأمرة رئاسة الوزراء العراقية يعدون لهجوم على مخيم الحرية – ليبرتي قرب مار بغداد الدولي الذي يأوي ثلاثة إيرانيين معارضين. وأشار إلى أنّ رئيس الوزراء نوري المالكي قد ارسل مؤخراً بوفد إلى طهران للمطالبة بمساعدات عسكرية ودعم لولايته الثالثة، وفي المقابل طالبت السلطات الإيرانية بتصعيد المواجهات ضد سكان مخيم الحرية.
وأكد المجلس في بيان صحافي من مقره في باريس، أن ثلاثة من الضباط الإيرانيين مع عدد من عناصر الاستخبارات قد استقروا في موقع بجوار المخيم، وفي جميع نقاط الشرطة على اطراف المخيم، وهم يصوبون رشاشاتهم “بي كي سي” إلى داخل المخيم، فيما يقوم عدد آخر منهم برمي الحجارة من نقاط الشرطة إلى داخل المخيم وبعضهم يتكلمون باللغة الفارسية، حيث تسمع اصواتهم من داخل المخيم.
وأشار المجلس إلى أنّ السلطات الإيرانية والعراقية تعدّ لهذا الهجوم بإطلاق أخبار كاذبة وسيناريوهات مختلقة تدعي تعاون منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة مع تنظيم داعش، وأن 120 من اعضاء المنظمة يقاتلون معه، وفيما المتبقون من بقايا نظام صدام في الموصل وأن هؤلاء قادمون من فرنسا وعدد من الدول الغربية ودخلوا الموصل عبر الحدود التركية.
الجمعية الاوروبية لحرية العراق
ومن جهتها، حذرت الجمعية الاوروبية لحرية العراق (ايفا) من مخططات لفيلق القدس الإيراني وحكومة المالكي لشن مزيد من الهجمات على مخيم الحرية – ليبرتي، ودعت إلى تدخل واشنطن والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي لحماية المخيم ونقل سريع للسكان إلى أميركا واوروبا.
وأشارت الجمعية في بيان تلقيت نسخة منه إلى أنّه “منذ اسبوعين وماكنة اختلاقات الأكاذيب للنظام الإيراني بدأت تبث أخبارًا كاذبة ضد مجاهدي خلق وتنسب اليهم تهم التعاون مع داعش لتمهد الأرضية لإجراء حمام دم في ليبرتي”.
وقالت إن هذه الأكاذيب تثير قلقًا أكثر خاصة وأنها تأتي خرقاً للمعاهدات الدولية، ومنها مذكرة التفاهم الموقعة بين العراق والأمم المتحدة بشأن سكان أشرف والحرية – ليبرتي، وكذلك التوافقات الثنائية ومتعددة الجهات والتعهدات المتكررة والخطية للأمم المتحدة والولايات المتحدة تجاه أمن وسلامة السكان. وحملت الجمعية لاسيما واشنطن والأمم المتحدة المسؤولية اخلاقياً وسياسياً وقانونيًا تجاه أي أذى يمس السكان.
3100 شيخ عراقي: قمع اللاجئين الإيرانيين يتناقض مع تقاليدنا
وقع أكثر من 3100 شيخ عراقي من رؤساء وشيوخ العراق بيانًا رفضوا فيه الاجراءات القمعية ومحاولة ابادة سكان مخيم الحرية، معتبرين ذلك امراً يتناقض مع قيم وتقاليد وشيم الشعب العراقي الإسلامية والعشائرية.
وشددوا على ضرورة ضمان الأمن وتوفير الحماية لسكان مخيم الحرية الثلاثة آلاف شخص من قبل الإدارة الإميركية والأمم المتحدة، وشددوا على ضرورة توقف الحرب الطائفية في العراق، والتي لا مسبب لها إلا النظام الإيراني، كما قالوا.
وأشاروا إلى أنّ اعضاء مجاهدي خلق أشخاص محميون بموجب اتفاقية جنيف الرابعة تكفلهم حماية دولية أيضاً.. وحملوا الإدارة الأميركية والأمم المتحدة المسؤولية لضمان حمايتهم، “حيث يعتبر أي إهمال والتزام للصمت بمثابة اعطاء الضوء الأخضر للنظام الإيراني وعملائه العراقيين لفرض المزيد من الضغوط والحصار وممارسة القمع أيضاً”، بحسب قولهم.
وأشار شيوخ العشائر إلى أنّ “النظام الإيراني وبإشعاله فتيل الحرب الطائفية وتأجيج الأعمال الإرهابية في العراق أراق دماء عشرات الآلاف من الأبرياء، كما شرد ملايين العراقيين مهيمناً على سيادة العراق بشكل كامل فعليه مما يستدعي قطع دابر هذا النظام من العراق”.
وأضافوا: “نحن نعتبر سكان ليبرتي إخواننا وأخواتنا المسلمين الذين عايشناهم مسالمين منذ قرابة ثلاثة عقود من الزمن، نشجب اقتحام أشرف وقصف ليبرتي بالصواريخ مستنكرين إهمال الإدارة الأميركية والأمم المتحدة تجاه دهس حقوق سكان مخيم الحرية، وبما أن الأمم المتحدة والإدارة الأميركية تتحملان المسؤولية الأخلاقية والشرعية تجاه أمن وسلامة السكان فإنه من الضروري تأمين أبسط مستلزمات الأمن واستقرار مراقبي الأمم المتحدة مع فريق من القوات ذات القبعات الزرق في مخيم الحرية ليلاً ونهاراً.. وفك الحصار عن سكان المخيم والحصار الطبي اللاإنساني بالذات، والذي أسفر عن وفاة 21 من السكان لحد الآن.. إضافة إلى ضرورة إطلاق سراح الرهائن الأشرفيين السبع دون قيد أو شرط، حيث يلبثون في الأسر منذ الأول من أيلول (سبتمبر) عام 2013 عندما هاجمت القوات العراقية مصحوبة بضباط مخابرات إيرانيين المخيم انذاك، مما ادى إلى مقتل 53 من سكانه واصابة مئات آخرين بجروح”.