الرئيسية / المغرب الكبير / ليبيا: ماذا بعد معركة سرت ؟
معركة سرت
جانب من المعارك التي دارت في سرت الليبية

ليبيا: ماذا بعد معركة سرت ؟

بعد أن صارت معركة سرت شبه محسوبة لصالح “قوات البنيان المرصوص” التابعة لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس، يبرز التساؤل حول المرحل المقبلة في ليبيا.

إذاعة فرنسا الدولية اعتبرت أن نهاية معركة سرت يفتح المجال أمام صعوبات عدة تواجهها سلطات هذا البلد الغارق في مستنقع الفوضى متسائلة عن مستقبل ليبيا بعد هذه المعركة.

الإذاعة الفرنسية ذكرت بكون المنتظم الدولي دعم قبل أشهر حكومة فايز السراج على أمل توحيد ميليشيات البلاد حول هدف واحد: محاربة تنظيم “داعش”.

بيد أن ميليشيات مصراتة هي التي خاضت المعركة ضد التنظيم في مدينة سرت. مستقبل هذه الميليشيات هو بدوره محط تساؤل. من جهة أخرى يبرز تساؤل إضافي حول المكاسب التي ستسعى هذه الكتائب الحصول عليها جراء ما تراه تضحيات قدمتها من أجل تحرير المدينة من قبضة “داعش”.

ونقلت الإذاعة عن مدير الأبحاث بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بفرنسا، نبيل بيليغ، قوله إن ما أظهرته كتائب مصراتة من قدرة على تحمل المسؤولية المرتبطة بهذه الحرب المصيرية ضد “داعش” في سرت ستكون له كلفة سياسية.

ويضيف الباحث أن معركة سرت أظهرت العجز الحالي في ما يخص تشكيل جيش ليبي يسمح بإعادة توزيع الأوراق بغية إعادة تشكيل نظام سياسي بناء على موازين القوى الداخلية المرتبط بمختلف المجموعات المسلحة والكتائب.

وفي ظل المعركة التي شهدتها المدينة، لا شك أن ميليشيات مصراتة ستنزل بثقلها ليكون لها وزن في أي هيكلة سياسية مقبلة.

من جانب آخر، ورغم طرد تنظيم “داعش” من معقلها في سرت، لا يبدو أن ذلك يحسم مسألة خطر التنظيم والخطر الإرهابي نهائيا. ويؤكد الصحفي الليبي كمال مرعاش أن غالبية عناصر “داعش” فروا إما غربا إلى المدن الساحلية أو إلى الجنوب الشرقي لليبيا.

مرعاش يلفت الانتباه أيضا إلى وجود العشرات من الخلايا النائمة التابعة للتنظيم في أزيد من 27 مدينة وقرية ليبية، ما يشكل خطرا على بلدان الجوار الليبي مثل تونس والجزائر وتشاد ومالي ومصر والسودان.

ويضيف الصحفي الليبي أن “داعش” يشكل خطرا كبيرا في ظل الوضع الليبي الحالي المتسم بغياب حكومة مركزي وجيش وطني يحارب التنظيم.

ينضاف إلى ذلك المأزق السياسي الحاصل. المتابعون للشأن الليبي لا يخفون حالة من التشاؤم بخصوص مستقبل البلاد. إلى ذلك تتجه حكومة السراج إلى التقدم إلى البرلمان في طبرق بحكومة جديدة في حين بدأت تحضيرات أممية لإقامة جولات حوار وطني جديدة في تونس هذه المرة وسط دعوات بأن يكون الحوار ممثلا لجميع الاتجاهات بما في ذلك الميليشيات المسلحة.