هل يكون شباط أول ضحايا الانتخابات الجماعية والجهوية

ربما لن تنجح كل المبررات التي سيخرج بها المؤتمر الصحفي المشترك لزعماء المعارضة في حماية “رؤوس” بعض الحاضرين للاجتماع من التدحرج، حتى ربما قبل تشكيل مجالس المدن والجهات. ولأن الأحزاب الكبيرة يكون سقوطها مدويا، يبدو حميد شباط زعيم حزب الاستقلال أول المتحسسين لرؤوسهم، لاسيما وأن ثقته بنفسه قبل الانتخابات دفعته للتعهد بالاستقالة في حال فشل حزبه في احتلال المركز الأول في الانتخابات الجماعية والجهوية، وها هو في وضع لا يعرف فيه إن كان سيحتل المركز الثالث. ولعل ما يزيد من حرج موقف الزعيم الاستقلالي، سقوطه المدوي في معقله ومعقل حزبه التقليدي، العاصمة العلمية للمملكة “فاس”، كيف لا وهو عمدة المدينة إلى حدود منتصف ليلة الانتخابات، مع انتظار معرفة مدى السقوط.

للمزيد: عاجل.. بنكيران يكتسح شباط بفاس وباقي خصومه بالرباط والقنيطرة!

للتذكير، فخصوم شباط داخل حزبه أكثر من أن يحصوا، وستقدم لهم نتائج الانتخابات الحالية أكثر من فرصة لرد الدين لشباط الذي تسلق هرم الاستقلال في أعقاب معركة دامية. وضع ربما يجد فيه عدد كبير من أنصار الأمين العام المهزوم أمام خصمه الشخصي “بنكيران” نفسهم مهددين بدفع ثمن تأييدهم الأعمى لشباط.

ويزيد من حرج موقف زعيم الاستقلال، أن هزيمته جاءت في الكثير من المدن على يد أعضاء استقلاليين لم تستطع آليات الترشيح الداخلية للحزب استيعابهم، وانتقلوا بعدها إلى حزب العدالة والتنمية دون غيره، وهو ما سيضع دون شك آلية اختيار مرشحي الحزب موضع التساؤل.

رغم ذلك، فما يعرف عن عناد شباط، يرجح عدم استسلام الرجل “وجماعته” بسهولة، الأمر الذي يجعل الوضع في الحزب التاريخي الكبير برمته موضع متابعة. الأكيد أن الذي سيحسم مصير الأمين العام الاستقلالي هو معرفة مدى الهزيمة التي سيمنى بها الحزب. صحيح أن خسارة شباط لمدينته فاس تحديدا، أمام الوزير الأزمي ولائحة حزبه العدالة والتنمية ستخرجه من موقعه، لكن عمق التغيير مرهون بالمركز الذي سيجد نفسه فيه قيدوم الأحزاب المغربية، فإذا تقهقر أمام الخصمين الكبيرين (العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة) فسيعتبر ما جرى “زلزالا” سيؤثر على أوضاع الحزب بشكل جذري. أما إذا تدارك الوضع وحسن وضعه من خلال التحالفات ما بعد الانتخابات، فيمكن أن ينحصر مدى التغيير عند حدود الرجل.

للمزيد: شباط بعد انهزامه في فاس : “حزب بنكيران فاز بالتزوير”

غير بعيد عن الاستقلال، يمكن أن يجد حزب الاتحاد الاشتراكي نفسه في وضع مشابه، حيث يعيش زعيمه ادريس لشكر و”جماعته” وضعا مشابها، على وقع الأخبار التي تفيد بتقهقره في أكثر من معقل من معاقله التاريخية، لدرجة يبدو فيها المركز السادس حلما.

الأكيد، أن الوقت لا يزال مبكرا لمعرفة مدى تأثر مختلف الأحزاب سلبا وإيجابا بنتائج هذه الانتخابات، ومراقبة صعود نجوم وتواري أخرى. لكنه منطق العمل السياسي، ومتطلبات الديمقراطية، حيث يدفع القادة عادة فواتير خياراتهم وإدارتهم لمعارك أحزابهم السياسية.

مفارقة: في الصورة يظهر زعيم الاستقلال كما لو أنه يتنبأ بالمركز الذي سيحتله حزبه في الانتخابات (الثالث)

اقرأ أيضا

أمرابط يفوز رفقة مانشستر يونايتد وأوناحي ينتظر الميركاتو الصيفي

فاز فريق مانشستر يونايتد على نظيره شيفيلد يونايتد، بأربعة اهداف لهدفين ضمن مباريات الدوري الإنجليزي. …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.