في الوقت الذي تقترب فيه عقارب الساعة من الثانية عشرة ليلا، ستطوى صفحة الحملة الانتخابية لأول انتخابات جهوية وجماعية يشهدها المغرب بعد دستور 2011، التي استمرت 13 يوما لتنتهي معها أطوار سباق محتدم خاضته مختلف الأحزاب السياسية.
من ال22 غشت وحتى ثالث أيام شهر شتنبر الحالي، خرج قادة الأحزاب المغربية من مكاتبهم ومقراتهم الوزارية أو الحزبية، وتنازلوا عن بذلاتهم وربطات العنق الأنيقة، وتخلوا عن “برتوكولهم” ومحادثاتهم الرسمية، ليقولوا للمغاربة كل حسب الحزب الذي يمثله “نحن الأفضل”.
انطلاقا من أحد شوارع المملكة أو من خلال إحدى صفحات العالم الأزرق “فيسبوك”، قدموا برامجهم ووجهوا خطاباتهم، لكسب أكبر عدد من أصوات المغاربة، مجندين في سبيل ذلك شتى الوسائل والتقنيات.
الفيديوهات والصور والتدوينات “الرنانة” على مواقع التواصل الاجتماعي، والمنشورات ومكبرات الأصوات واللافتات بالشوارع، بل حتى الخيول والحمير والعربات، جندت خلال حملة انتخابية شهدت تنافسا حاد بين الأحزاب وتميزت عن سابقاتها من الحملات بشهادة المحللين السياسيين والمتتبعين.
عديدة هي الأمور التي ميزت هذه الحملة، لكن أهم ما طبعها أنها كانت حملة “فيسبوكية” بامتياز، راهنت خلالها الأحزاب على هذا العالم الافتراضي لتتواصل مع أكبر قاعدة من المغاربة، بعدما اقتنعت بأنه الأقدر على توجيه مواطني العالم الواقعي والتأثير فيهم.
ومع توالي الأيام، توالت المهرجانات الخطابية وتعددت اللقاءات والتجمعات، فجال قادة الأحزاب مختلف مناطق المملكة بما فيها قرى وأقاليما لم تعش أجواء الحملة الانتخابية من قبل.
وعلى الرغم من بلوغ الحملة الانتخابية لحظاتها الأخيرة، واصلت الأحزاب مسيراتها الماراطونية بالشوارع، وجددت وعودها للناخبين بتقديم الأفضل، متفقة على اختلاف توجهاتها وبرامجها على أن التصويت واجب لدعم مكتسبات الوطن أولا، والمشاركة خطوة أساسية لرسم خارطة مغرب مابعد 2015، تاركة الكرة في ملعب كل مغربي ومغربية يهمهم رقي المملكة.
إقرأ أيضا: الانتخابات المحلية.. سؤال المقدمات والنتائج