من ظواهر الحملة الانتخابية..السياسيون “يتواضعون” ويمشون في الأسواق

تفرز الحملة الانتخابية الجارية حاليا في مختلف أنحاء المغرب، في انتظار يوم الحسم، في الرابع من شتنبر المقبل، عدة ظواهر جديرة بالرصد والتأمل، ومن  أبرزها  ظاهرة نزول بعض الزعماء السياسيين من أبراجهم، واحتكاكهم بالمواطنين، والمشي إلى جانبهم في الأزقة المتربة، والأسواق الضيقة، والتودد إلى الباعة المتجولين، ومصافحة بائعات البغرير، وتناول التين الشوكي وصحون الحلزون، واقتسام كؤوس الشاي مع عمال البناء في كدحهم اليومي..

يحدث كل ذلك تحت أنظار عيون المارة، وهم يستغربون لرؤية وجوه ألفوا فقط رؤيتها على شاشات التلفزيون، لدى عبورها في بعض  البرامج، لتوزيع الوعود الانتخابية بالجملة، رغم إدراك أصحابها  أن ذلك كله مجرد بيع للأوهام للرأي العام.

شباط وبائع الديطاي

وهناك مجموعة من الصور  تندرج في السلسلة التي وصفها الزميل الإعلامي المحجوب فريات، بحسه الساخر، ب” تواضع السياسيين”، متابعا بأسلوب يغلب عليه التهكم، في حائطه الفايسبوكي:” السياسيون أولاد الشعب.بادو تهم بمعانقة ميكانيكي، وشرفات تشرب أتاي في الزنقة، ومزوار يبتلع الهندية،…شكرا لتواضعكم.. وتبا لنا”.

ياسمينة بادو

والحقيقة أن هؤلاء الزعماء الذين تخلصوا من ربطات العنق، والبذلات الأنيقة، والعطور الباريسية، وخرجوا من مكاتبهم المكيفة، وسياراتهم الفارهة، و”ضحوا” بعطلتهم السنوية، وارتدوا الأقمصة الخفيفة والقبعات الصيفية، ماكان لهم أن يفعلوا كل ذلك لولا ” الضرورة الانتخابية”،إن جاز التعبير.

مثلا، من كان يتصور  أن يرى صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، ووزير الخارجية، وهو يأكل التين الشوكي، واقفا كأي مواطن بسيط، مرفوقا بالسيدة أمينة بنخضراء، الوزيرة السابقة، والمديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، يحيط بهما الناس غير مصدقين لعيونهم؟

الباكوري وائعة المسمن

ونفس الشيء ينطبق على نبيل بنعبد الله، الوزير والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الذي ظهر  في بعض الصور يمشي في الزقاق، فيما تتمدد إمرأة متشردة على الأرض، في أقوى رسالة محملة بالدلالة على فشل السياسة الاجتماعية في المملكة.

وفي صورة ثانية له، شوهد بنعبد الله، وهو يمد يده إلى بائع متجول ل”سيكوك”، وهي اللقطة التي أسالت الكثير من التعاليق من طرف رواد الفضاء الافتراضي، بطريقة لاتخلو من مزاح وسخرية.

نبيل بنع بدالله

تتعدد الصور، وتتنوع التعاليق، على الحائط الفايسبوكي، فهذا عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة، لايتردد في الانخراط في رقصة أحيدوس أمس في أزيلال، قبل بدء المهرجان الانتخابي، وهذا حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، يحادث بائعا ل”الديتاي”، وهذا مصطفى بكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، يتبادل الابتسامة مع بائعة الرغايف، وهذه ياسمينة بادو، القيادية في حزب ” الميزان”، تهرع لتحية أي عابر سبيل في الطريق العام، وكل ذلك يهون بالنسبة لهذه الزعامات الحزبية، من أجل كسب الأصوات، عن طريق ما يعتبرونه أسلوبا في ” التسويق السياسي”، فالحملة الانتخابية على أشدها، وموعد رابع شتنبر يزحف بسرعة، والمهم هو الفوز في السباق الانتخابي.

للمزيد:بنكيران يتجول في عيون أم الربيع خلال رحلة استجمام

 

الصور: من صفحة الزميل المحجوب فريات في الفايسبوك .

 

 

اقرأ أيضا

بالصور..إطلالة جريئة لحلا الترك تودع بها طفولتها

نشرت النجمة الصغيرة حلا الترك مجموعة من الصور عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي …

عبد العزيز الرماني: الأحزاب السياسية لم تغير خطابها

اوباما في أديس ابابا: الفساد في إفريقيا يبتلع مليارات الدولارات

أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقوفه بجانب إفريقيا لمكافحة الإرهاب وإنهاء النزاعات، ودعا أمس في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *