تمكن المغرب، في إطار جهوده الأمنية المتواصلة لمكافحة الإرهاب من تفكيك حوالي 132 خلية إرهابية بين سنتي 2002 و2015، وقد أدى ذلك إلى توقيف 2720 شخصا وإحباط 276 مشروع عملية ارهابية.
ولقد كان الإرهابيون يعتزمون، من خلال هذه المخططات الخطيرة، القيام ب119 عملية تفجير، وتنفيذ عمليات اغتيال بحق 109 شخصيات، وسبع عمليات اختطاف، فضلا عن 41 عملية سطو مسلح.
كشف عن هذه الحقائق والي الأمن، مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، السيد عبد الحق خيام، امس الاثنين بسلا، المدينة المجاورة للرباط، من خلال لقاء مباشر مع الصحافيين، أجاب فيه برحابة صدر عن كل الاسئلة التي طرحت عليه، من طرف مختلف ممثلي مؤسسات وسائط الإعلام الوطنية والعربية والدولية.
وبخصوص المقاتلين المغاربة في صفوف الجماعات الإرهابية، أشار السيد خيام إلى أن عددهم بلغ 1354 شخصا، من بينهم 220 معتقلا سابقا و246 شخصا قتلوا في سوريا و40 في العراق، مضيفا أن 156 شخصا عادوا إلى المملكة.
وأبرز السيد خيام أن 185 سيدة التحقن بدورهن بتنظيم “داعش” الإرهابي مرفقات ب135 طفلا، معربا عن أسفه لخروج هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين التحقوا في مقتبل عمرهم بمخيمات التدريب.
وحسب المسؤولين، فإن هذه الجهود تندرج في إطار مكافحة الإرهاب التي تنجز بتنسيق وثيق بين مختلف مصالح الأمن المغربية، والتي مكنت من توقيف مئات الإرهابيين المنتمين لتنظيم “القاعدة” وتنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا.
وفي هذا السياق، جاء توقيف 13 شخصا، ممن أطلقوا على أنفسهم خلية ” أحفاد يوسف بن تاشفين”، في إطار تفكيك الخلية الإرهابية يوم الأحد الأخير بالعديد من مدن المملكة، وفق بلاغ وزارة الداخلية .
وأبرز السيد خيام أن أعضاء هذه الخلية يتبعون لما يسمى (الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى )، موضحا أنهم كانوا يستعدون لتنفيذ مخطط إرهابي خطير يستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة.
وأشار مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية إلى أن التحريات أكدت تورط عناصر هذه الشبكة، الذين قاموا بمبايعة “الخليفة” المزعوم لما يسمى ب”الدولة الإسلامية”، في استقطاب وتسفير شباب مغاربة إلى المنطقة السورية – العراقية للالتحاق بصفوف هذا التنظيم الإرهابي.
وبخصوص المحجوزات، أبرز أن الأمر يتعلق ب6 مسدسات أوتوماتيكية من عيارات مختلفة (7,65 و9 ملم)، و8 حواسيب التي سيتم تحليلها من طرف مختبر الشرطة العلمية والتقنية، و2 من الأقراص الصلبة للحواسيب، وأجهزة موديم للجيل الثالث ومفاتيح “يوسبي”، و18 هاتفا محمولا، و14 شريحة “جي إس إم”، ومناظير، وآلة تصوير وأقراص “سي دي ” و”دي في دي”.
وأكد السيد خيام، بنفس المناسبة، أن هذه العملية، التي تندرج في إطار الجهود الاستباقية للتصدي للتهديدات الإرهابية، مكنت من توقيف هؤلاء الإرهابيين المشتبه بهم بكل من مدن أكادير وطنجة والعيون وأبي الجعد وتيفلت ومراكش وتارودانت وعين حرودة والعيون الشرقية.
واستنادا لتصريحات السيد خيام، فإن عناصر هذه الشبكة كانت تخطط من أجل مهاجمة عناصر أمنية للاستيلاء على أسلحتها الوظيفية، وذلك من أجل استعمالها في هذا المخطط الإجرامي، الذي كان يروم اغتيال شخصيات سياسية وعسكرية وبعض الرموز الفكرية والثقافية في المملكة.