تتوالى بشائر تأكيد دعم الوحدة الترابية للمملكة وتأييد مخطط الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، من دول تمثل مختلف القارات.
في هذا السياق، جاء تأكيد جمهورية الرأس الأخضر لموقفها الثابت الداعم للوحدة الترابية ولسيادة المغرب على كامل أراضيه بما في ذلك الصحراء.
ومن القارة الإفريقية إلى أمريكا الوسطى، جددت جمهورية السلفادور بدورها دعمها للوحدة الترابية لبلادنا وللسيادة المغربية على الصحراء.
عبد النبي صبري أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أكد أن توالي هذه المواقف القوية والصريحة لصالح القضية الوطنية الأولى، نابع من إدراك دولي بحقيقة القضية ويعد ثمرة توجه واضح رسمه الملك محمد السادس، فيما يخص صداقات وشراكات المملكة.
وأضاف ضمن حديث لـ”مشاهد24″، أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، أكد على أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، مبرزا أن دول العالم التفتت إلى هذا المعيار باعتباره محدد علاقتها مع بوابة إفريقيا التي تحقق الريادة على عدة أصعدة.
وتابع موضحا “لاحظنا في الآونة الأخيرة وخاصة منذ الخطاب الملكي بمناسبة ثورة الملك والشعب الذي أكد على أن المغرب له نظارة ينظر من خلالها إلى علاقاته مع الخارج، وهي الاعتراف بمغربية الصحراء واحترام سيادة الدولة على ترابها، راجعت العديد من الدول مواقفها بخصوص الملف ودعمت مخطط الحكم الذاتي ليس كحل قابل للتطبيق فحسب بل كحل نهائي مطروح على الطاولة من أجل تطبيقه والطي النهائي للنزاع المفتعل الذي عمر خمسة عقود من الزمن”.
وأشار صبري في هذا السياق إلى رقم مهم ضمن سجل مكتسبات قضية الصحراء المغربية، قائلا “187 دولة لم تعد تعترف بالكيان الوهمي خاصة مع التحولات الواقعة بمنطقة الساحل والصحراء، الإرهاب الذي يضرب هذه المناطق ويشكل امتدادات للحركات الانفصالية، وتبين أن جزء من هذه الحركات هي موجودة من أجل تقويض سيادة الدول”.
ومسترسلا في قراءته التحليلية، تطرق أستاذ العلاقات الدولية إلى أن المواقف المعلن عنها تجاه الوحدة الترابية للمملكة من طرف الرأس الأخضر والسلفادور وغيرها من الدول، تجسد احتراما لسيادة الدول تطبيقا لمواثيق الأمم المتحدة وللقوانين المؤطرة والوقائع المحددة للنزاع الإقليمي.
وشرح أن “السيادة هي واحدة في الشمال والجنوب والشرق والغرب ولا تقبل التجزئة، وحسب ضوابط القانون الدولي ينظر إلى السيادة بشكل شمولي”، مشددا أيضا على أن السيادة لا تتقادم بل هي وحدة ترابية متكاملة الأركان لها علاقة بوجود الدولة.
وختم بالتأكيد على أن المغرب راكم مكتسبات مهمة على مستوى قضية الصحراء التي هي قضية وجود وليست قضية حدود، مقابل انتكاسات الخصوم.