أثارت زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي إلى مدن الصحراء المغربية حنق النظام العسكري الجزائري، ما يعكس حالة اليأس والإفلاس السياسي الذي يعيشه.
ولمن لا يزال يشكك في كون الجزائر طرف رئيسي في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، خرجت وزارة خارجيتها ببلاغ يوضح حالة الارتباك الذي يعيشه النظام العسكري الحاكم، إذ وصفت الوزارة زيارة داتي للصحراء المغربية بـ”الأمر الخطير”.
وأظهرت الجزائر تألما كبيراً من وقع الزيارة الرسمية التي قامت بها الوزيرة الفرنسية، حيث أكد بلاغ الخارجية أن “هذه الزيارة تدفع نحو ترسيخ الأمر الواقع المغربي في الصحراء”.
وبدل مواجهة القضايا والأزمات الداخلية التي تعاني منها، أكدت الجزائر عبر خارجيتها أن الزيارة التي قامت بها الوزيرة الفرنسية إلى الصحراء المغربية “تستدعي الشجب، لكونها تنمّ عن استخفاف سافرٍ بالشرعية الدولية من قبل عضو دائم في مجلس الأمن الأممي (في إشارة إلى فرنسا)”. على حد تعبيرها.
وحل أمس الاثنين 17 فبرابر 2025 بالصحراء المغربية، وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد ونظيره الفرنسية وزيرة الثقافة رشيدة ذاتي.
واستهل المسؤولان الحكوميان، هذه الزيارة التي تحمل أبعاد سياسية بعد اعتراف فرنسا بالسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية، بزيارة مدينة طرفاية، وبالضبط معلمة casa del mar التي سيتم ترميمها، إضافة إلى قصبة طرفاية، ومتحف أنطوان دوسانت إكزوبيري.
وبمدينة العيون، تم إعطاء الإنطلاقة لمشروع Alliance française وهو مشروع ثقافي بمثابة مركز ثقافي، سيمكن ساكنة المنطقة من مهارات و الانفتاح على الثقافات، كما تم التعرف على مرافق مكتبة محمد السادس بالعيون، هذا الصرح الثقافي الذي يعتبر من أهم المرافق الثقافية ببلادنا.
زيارة المسؤولة الحكومية الفرنسية إلى الصحراء المغربية شملت أيضا مدينة الداخلة، حيث أعطت الانطلاقة إلى جانب نظيرها مهدي بنسعيد لملحقة المعهد العالي لمهن السينما والتي ستفتح أبوابها للتكوين في مهن السينما والسمعي البصري أمام ساكنة الأقاليم الجنوبية.
وتواصلت زيارة عمل رشيدة ذاتي إلى المغرب اليوم الثلاثاء، بلقاء ثنائي موسع مع نظيرها مهدي بنسعيد إضافة إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال الثقافة والفنون والسينما.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول حكومي بفرنسا إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة في تجديد على تأكيد الموقف الداعم فرنسا عضو دائم لمجلس الأمن الدولي لمغربية الصحراء.