تم تنصيب مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية-البنمية، بهدف تعزيز علاقات التعاون بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين.
وفي كلمة خلال حفل بهذه المناسبة، أبرزت سفيرة المغرب في بنما، بشرى بودشيش، أن تأسيس هذه المجموعة يعكس إرادة قوية لتعميق الروابط بين البلدين.
وأشارت الدبلوماسية، وفق بلاغ لسفارة المملكة في بنما، إلى أن تأسيس مجموعة الصداقة البرلمانية، يمثل منعطفا هاما في العلاقات الثنائية، ويجسد التزام البلدين بتعزيز التعاون في كافة المجالات، لاسيما السياسة، والاقتصاد، والثقافة.
وأبرزت، خلال هذا الحفل الذي حضره برلمانيون بنميون، أن هذه المبادرة تأتي في ظرفية هامة تتميز بقرار حكومة بنما تعليق الاعتراف بـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية، مسجلة أن هذا القرار يمثل دعما قويا لموقف المملكة بشأن القضية الوطنية.
وأضافت أن هذه التطورات الايجابية تفتح آفاقا جديدة للارتقاء بالتعاون الثنائي، بما يخدم مصالح الشعبين المغربي والبنمي، كما أكد ذلك الملك محمد السادس في برقية الشكر التي بعثها إلى رئيس جمهورية بنما، خوسي راوول مولينو كينتيرو، على إثر هذا القرار، عبر فيها العاهل المغربي عن الإرادة الصادقة التي تحدو المملكة لتقوية روابط الصداقة والتعاون مع بنما في جميع المجالات، بما يعود بالنفع على الشعبين.
وتكريسا لهذا التوجه، يضيف المصدر ذاته، عقد وزيرا شؤون خارجية البلدين لقاء عبر تقنية التناظر المرئي يوم 27 نونبر الماضي، تم خلاله التأكيد على تعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعددة منها الفلاحة، واللوجيستيك، والطاقات المتجددة، والتنمية المستدامة، والتعليم والثقافة والهجرة، وكذا الدور الاستراتيجي الذي يضطلع به المغرب وبنما في الربط بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
كما أشارت بودشيش إلى أن مساهمة البرلمانيين من المغرب وبنما، من خلال إحداث مجموعة الصداقة البرلمانية، سيكون محوريا في إطار هذه الدينامية الجديدة، وذلك من خلال تكثيف الروابط بين برلماني البلدين، وتوطيد أواصر التعاون والتضامن، وتشجيع تبادل الخبرات والمعارف، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف القطاعات والمجالات.
وأوضحت أن الدبلوماسية البرلمانية تضطلع بدور محوري في تعزيز التقارب بين الشعوب والدول، حيث أصبح البرلمانيون فاعلين مؤثرين في العلاقات الدولية، مبرزة أن مجموعات الصداقة البرلمانية تعد أداة هامة لتحقيق هذه الأهداف، إذ تسهل تبادل الخبرات التشريعية واعتماد أفضل الممارسات والنهوض بالتعاون الثنائي متعدد القطاعات.
كما تسهم، وفقا للسفيرة، في بناء روابط قوية بين البرلمانيين من مختلف الدول، مما يمكن من إرساء شبكات تعاون على المدى الطويل، ملاحظة أن هذه المجموعات تتيح إشراك المواطنين في قضايا التعاون الدولي، من خلال التعبير عن آرائهم وانشغالاتهم عبر ممثليهم.
من جانبهم، أشاد نواب برلمانيون بنميون بتنصيب هذه المجموعة، التي تعكس رغبة أكيدة في إقرار تعاون مستمر بين المغرب وبنما.
وأبرزوا أهمية تعزيز التعاون في كافة المجالات، لا سيما القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرين إلى أن إنشاء مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية البنمية يشكل خطوة أساسية، نحو تقوية الروابط بين المؤسستين التشريعيتين. وأوضحوا أن هذه المجموعة ستتيح فرصا لتبادل الخبرات وتعزيز الحوار بشأن قضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية البنمية المغربية، النائب إدواردو باثكيث، أهمية دور مجموعات الصداقة البرلمانية، باعتبارها آلية فعالة للنهوض بالعلاقات الدبلوماسية بين الشعوب، مشيدا بانضمام المغرب إلى هذه المبادرة التي تسمح بتعزيز تبادل الخبرات بين المؤسستين المغربية والبنمية، وتكريس أواصر الصداقة والتضامن بين الجانبين.
وأشار إلى أن هذه المبادرات تهدف إلى استلهام النماذج الناجحة للتنمية، من قبيل نموذج المغرب، مضيفا أن النواب البرلمانيين من البلدين مدعوون للإسهام في توطيد التعاون الثنائي.
كما عبر البرلماني البنمي عن إرادة بلاده الاستفادة من تجربة المغرب في العديد من القطاعات، من بينها إدارة الموارد المائية والفلاحة والأسمدة.
جرى هذا الحفل، حسب البلاغ، بحضور العديد من النواب وكبار المسؤولين البنميين، من بينهم كاتب لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية، ونائب رئيسها، وكذا أعضاء بمجموعة الصداقة البرلمانية.
وأضاف المصدر ذاته أن تنصيب مجموعة الصداقة البرلمانية يعد الأول للجمعية الوطنية الجديدة، مما يعكس الأهمية التي توليها بنما لعلاقاتها مع المغرب.