محمد الدخيسي

خبير أمني لـ”مشاهد24″: هذه دلالات انتخاب المغرب لتولي منصب نائب رئيس الأنتربول عن أفريقيا

تثمينا لدوره الرائد في تعزيز التعاون الأمني جنوب – جنوب، تم أمس الخميس، التصويت بأغلبية كبيرة، على مرشح المملكة المغربية في انتخابات اللجنة التنفيذية للأنتربول، لشغل منصب نائب رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية عن قارة القارة الأفريقية.

ويتطلع المغرب، بعد انتخابه لعضوية اللجنة التنفيذية للأنتربول كنائب لرئيس المنظمة عن قارة إفريقيا، إلى تنسيق الجهود مع المكاتب المركزية الوطنية في الدول الإفريقية وفي باقي دول العالم، بهدف توفير الاستجابة السريعة والناجعة لمواجهة التهديدات الإرهابية المرتبطة بالأقطاب الجهوية للتنظيمات المتطرفة، وكذا تنسيق الجهود المشتركة بشأن المخاطر غير النمطية المرتبطة بإساءة استغلال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة من طرف جماعات الإجرام المنظم. وفق ما أكده بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني.

ورشحت المديرية العامة للأمن الوطني لهذا المنصب – الذي حظي بالتصويت بالأغلبية – والي الأمن محمد الدخيسي، مدير الشرطة القضائية الذي يرأس المكتب المركزي الوطني- أنتربول الرباط.

اعتراف دولي

وفي تحليله لأبعاد ودلالات هذا التعيين، قال محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية، أستاذ سابق بالمعهد الملكي للشرطة، إن اختيار المغرب لهذا المنصب الأمني يشكل اعترافا دوليا بمكانة المؤسسة الأمنية المغربية والأدوار الهامة التي تقوم بها لحفظ الأمن والسلم بالمنطقة. مشدداً على أن المملكة دولة محورية في محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.

وأضاف أكضيض في تصريح لـ”مشاهد24″، أن التصويت بالأغلبية على مرشح المغرب لشغل هذا المنصب الأمني الهام ليس اعتباطياً؛ بل يدل على أن المملكة في قلب أفريقيا منها وإليها، مشيراً إلى أن هذا يأتي بفضل الرؤية المستنيرة للملك محمد السادس التي تنبني على مفهوم التعاون جنوب – جنوب، وتنويع الشراكات في شتى المجالات.

ويرى الخبير الأمني، أن هذا التصويت غير المسبوق، يؤكد المصداقية التي أضحت تتمتع بها المؤسسة الأمنية المغربية وإشعاعها الكبير، وقوتها في التفاعل مع الأحداث والتظاهرات العالمية، مستحضراً الأدوار الكبيرة التي قامت بها المؤسسة الأمنية المغربية في “أولمبياد باريس”، وقبلها في كأس العالم “قطر 2022″، وغيرها من الأحداث البارزة.

وزاد قائلا: “هناك عمل جبار تقوم به المملكة مع الأشقاء الأفارقة، والجانب الأمني عنصر هام لتعزيز هذه العلاقات وتطويرها”، مذكراً بأن “المغرب – المنخرط في شراكات استراتيجية مع دول عديدة – جنّب أوروبا حمامات دم بفضل المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي يتوفر عليها”.

وأبرز أكضيض، أن القارة الأفريقية ستستفيد بدورها من التجربة المغربية في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، مبيناً أن التحولات الكبرى التي طرأت على المؤسسة الأمنية خلال السنوات الماضية أعطت ثمارها.

وأشاد المتحدث، بالتجربة الكبيرة التي يتمتع بها محمد الدخيسي، الذي تم اختياره لهذا المنصب، مؤكداً أنه سيقوم بـ”عمل جبار لخدمة الأمن والسلام بالمنطقة”.

وجرى انتخاب ممثل المملكة المغربية بالأغلبية من طرف مندوبي 96 دولة عضو، بفارق كبير مقارنة مع باقي المرشحين، وذلك ضمن عملية التصويت التي شهدتها الدورة الثانية والتسعون للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية- أنتربول، التي انعقدت بمدينة غلاسكو باسكتلندا، خلال الفترة الممتدة ما بين 4 و7 نونبر 2024.