أكد عبدالمنعم الكزان باحث في السوسيولوجيا السياسية أن خطاب الملك محمد السادس، تطرق إلى موضوع واحد وهو قضية الوحدة الترابية باعتبارها أولى الأولويات لدى المغاربة ،أو بحسب تعبير الملك لخطاب ثورة الملك والشعب 2022 ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر منها إلى العالم.
وأشار الخبير في تصريح لمشاهد 24 أن الملك أكد أن الصحراء هي القضية الأولى لجميع المغاربة، مذكّرا بأن المملكة انتقلت من مرحلة “التدبير” إلى “التغيير” فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية، أي أنه على المغاربة التجنيد من أجل طي النهائي لهذا الملف ،وهنا يردف جلالته التحول من رد الفعل إلى الفعل.
واعتبر أن الملك وضع استراتيجية المملكة في الدفاع عن قضية الصحراء، بحيث يوضح الملك كيف أن المغرب عمل لسنوات برؤية واضحة وحزم لتثبيت حقوقه القانونية التاريخية والروحية المشروعة في صحرائه، على الرغم من التحديات الدولية الصعبة أي يتحدث عن مرحلة صراع القطبين ومخلفات الحرب الباردة.
وأبرز إشارة الملك إلى الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء، مما يبرز الاعتراف الرسمي من الجمهورية الفرنسية بسيادة المغرب على الصحراء المغربية ودعم مبادرة الحكم الذاتي، مع تقديم الشكر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأوضح أن إشارة الملك له دلالة لأهمية هذا الاعتراف لكون فرنسا عضوًا دائمًا في مجلس الأمن، ثانيا اعتبارا أن فرنسا استعمرت مناطق كبيرة في شمال فرنسا ، و العارفة بالتفاصيل الدقيقة لهذا الملف ،بل ومسؤولة غير مباشرة عنه.
وأوضح الدينامية الإيجابية لدعم مبادرة الحكم الذاتي لتوسيع نطاقها بحيث أن ٪85 من أعضاء الأمم المتحدة، يدعمون هذه المبادرة ، و أشار جلالته إلى دعم دول كبرى دائمة العضوية مثل الولايات المتحدة وفرنسا، وكذلك الدول العربية والإفريقية التي افتتحت قنصليات في الأقاليم الجنوبية، وتعزيز مكانة المبادرة المغربية كحل وحيد للنزاع.
وأوضح أن الخطاب عبر عن التحديات والمناورات الدولية، أكد فيها الملك على ضرورة تعبئة جميع المؤسسات الوطنية والدبلوماسية لمواجهة المناورات الدولية التي تستهدف التشكيك في مغربية الصحراء، مشددا على أهمية شرح موقف المغرب للدول التي لا تزال تتخذ مواقف معاكسة الاعتماد على الكفاءات، سواء داخل البرلمان الذي دعاه إلى تفعيل الدبلوماسية الحزبية والبرلمانية بشكل أكبر.
وجاء الخطاب حسب الخبير للتعبير عن التنمية في الأقاليم الجنوبية وهي كثيرة بدء من المشاريع التعاونية ومشاريع التشغيل وبرامج تهم القطاعات الإجتماعية، ثم المشاريع الكبرى كميناء الداخلة الأطلسي البنية التحتية.
واعتبر أن الملك أشار إلى المشاريع التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، ثم المشاريع ذات البعد الإفريقي مثل مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، وإنتاج على دول جنوب الصحراء لتتحول الصحراء إلى محور للتواصل الاقتصادي مع إفريقيا وهذا الأمر هو رد مبطن على أعداد الوحدة الترابية بأن المغاربة في الصحراء يستفيدون أصلا من ثمار التنمية .