أفاد الكاتب والمحلل الجزائري ناصر جابي بأن الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي تم تقديمها ليوم 7 شتنبر المقبل، من دون تبرير جدي ومقبول لهذا التسبيق، تختلف عن غيرها في بلدان أخرى، حيث إن نتائجها مفروغ منها ومحسومة مسبقا، كما أنها لا تعكس التحولات السياسية والفكرية التي يعيشها المجتمع الجزائري، الذي بقي معلقا في مرحلة الستينيات.
وقال في مقال جاء تحت عنوان “انتخابات ما قبل السياسة في الجزائر”، نشر على أعمدة
.صحيفة “القدس العربي”، :”حن نشاهد كيف استمر التيار الوطني الشعبوي ونخبه في فرض سيطرته، كما ستعكسه النتائج النهائية لهذه الرئاسيات، التي لا تعرف أي تشويق أو حيوية وهي تقول للمواطن والنخب السياسية، إن مركز القاضي الأول في البلاد ليس مجالا للتنافس الانتخابي”.
وتابع أن الانتخابات في الجزائر في شكلها السائد الذي ما زال يعيش مرحلة ما قبل السياسة، عادة ما يتم فيها اختيار الرئيس مسبقا داخل دوائر ضيقة ليتم تسويقه لاحقا للمواطنين، لتزكيته عبر انتخابات لا تتوفر على شروط التنافس الفعلي.
وخلص إلى أن الساحة الإعلامية بمستوى الغلق والجمود الذي تعرفه، لن تكون عونا للجزائريين في الرفع من منسوب تشويق وحيوية هذه الانتخابات، “لنكون أمام أهم أشكال التزوير القبلي لهذا النوع من الانتخابات، ظاهرة غلق أنتجت ذلك المرشح «العقون» الذي لا يعرف كيف يعبر عن أفكاره ولا كيف يدافع عنها، يرتكب حماقة في كل جملة يتفوه بها، في مجتمع زاد فيه منسوب الشائعات والأحكام المسبقة، إزاء نخب لا يعرفها المواطن، إذا استثنينا بعض الوجوه القديمة التي يفترض أنها على أبواب التقاعد، لنكون أمام الصورة السريالية المعروفة عن الجزائر، مجتمع شاب ومتعلم، صغير في السن، يحكمه الكهول المتقاعدون”.