أعلن اليوم في الرباط، عن التحضير لإنشاء مؤسسة التهامي الخياري للأبحاث” ، “تتوخى الوفاء لروح الفقيد”،وتتطلع لأن “تكون فضاء منفتحا على كل الفعاليات في مجال الأبحاث الإنسانية”.
كشف عن ذلك،عمر الحسني، القيادي في جبهة القوى الديمقراطية، ورئيس تحرير يومية ” المنعطف”، بمناسبة إحياء الذكرى السنوية الأولى لوفاة التهامي الخياري،مؤسس الحزب،صباح اليوم الأحد ، بمسرح محمد الخامس بالرباط.
وأضاف الحسني، أن الفكرة لم تكن خاصة فقط، بمناضلي جبهة القوى الديمقراطية، بل ساهم في طرحها وبلورتها عدد من رفاق الفقيد ، من الأساتذة والطلبة الذين تخرجوا علي يديه،في إطار مقاربة تشاركية، موضحا أن هذه المبادرة تأتي لتستجيب للحاجة الموضوعية، لرد الاعتبار إلى الفكر، وإعطائه المكانة اللائقة به في مختلف مناحي الحياة.
ومن جهته، أوضح مصطفى بنعلي، باسم الأمانة العامة للحزب،أن احتفال اليوم بالذكرى السنوية الأولى لرحيل الخياري، ليست مناسبة فقط لتعداد مناقبه وعطاءاته، في مختلف المجالات، مربيا وأستاذا ووزيرا وزعيما ومناضلا سياسيا،بل إن هذا الجمع يعبر عن عرفان بالمسار النضالي الذي سلكه الراحل من أجل تجذير منظومة جديدة من القيم ، وذلك من خلال تأسيسه لحزب يساري ديمقراطي، قائم الذات.
وركز بنعلي كلمته، وهو يتحدث أمام الحاضرين، القادمين من مختلف أنحاء المغرب،الذين غصت بهم جميع جنبات مسرح محمد الخامس، على أن الرسالة، التي ينبغي على الجميع التجند لها، هي أن تبقى الجبهة فصيلا ديمقراطيا، وتواصل حمل مشعل النضال السياسي، عبر الفكر وإشاعة قيم التنوير،لبناء مجتمع ديمقراطي حداثي.
وحرصت بشرى الخياري، أخت التهامي الخياري، والقيادية بنفس الحزب، على التذكير في كلمتها، خلال تقديمها لفقرات الحفل، على أن ” الفقيد ترك الجبهة في أياد أمينة”، في إشارة إلى رفاق الفقيد، الذين يتولون اليوم، تدبير وتسيير أمورها، على مختلف الواجهات السياسية والإعلامية.
ولعل من أقوى اللحظات في الحفل، هي تلك التي صعدت فيها ابنتا الفقيد، مريم وغيثة، إلى خشبة مسرح محمد الخامس، لتسلم هدية ذات دلالة رمزية، عبارة عن لوحة تشكيلية، أهداها لهما الحاج البوهالي، أحد المناضلين من إقليم قلعة السراغنة، حيث سبق للخياري أن كان نائبا برلمانيا عن دائرة تاملالت.
وتحدثت ابنته مريم، وهي تغالب دموعها تأثرا، كيف كان الفقيد منخرطا في العمل السياسي، دون أن ينسيه ذلك قيامه بواجبه العائلي، رغم كثرة الانشغالات، التي كانت تحفل بها أجندته اليومية، لدرجة أنه أحيانا “لم يكن يفرق بين البيت والعمل”.
وكشفت مريم، أن والدها كان لديه مشروع لكتابة مذكراته السياسية، وكثيرا ما كان يعد ابنته غيثة بأنه سوف يجلس معها، لاستحضار المحطات السياسية التي مر منها، إلا أن الموت لم يمهله لتنفيذ هذا المشروع.
وحين كان وزيرا للصحة، تتذكر مريم بشيء من الحنين والشوق إلى تلك الأيام،المتوارية بين ثنايا الذاكرة، كيف كان يمارس مسؤوليته بكل تفان وإخلاص، مشيرة إلى تسويته لوضعية عدد من الممرضين، وحرصه في كل الأسفار، ” حتى ولو كنا في عطلة، على التردد على المستشفيات العمومية، للاطلاع على حاجياتها في عين المكان، وقد كان أهم هدف لديه هو التواصل مع الناس”.
يذكر أن الخياري عمل أستاذا جامعيا، وناضل في صفوف حزب التقدم والاشتراكية، قبل تأسيسه لجبهة القوى الديمقراطية، وانتخابه نائبا برلمانيا، ونائبا لرئيس مجلس النواب، وتعيينه وزيرا للصيد البحري في مارس 1988، ووزيرا للصحة سنة 2000.