قال إلياس القصري، السفير التونسي الأسبق في كل من “سيول، ونيودلهي، وطوكيو، وبرلين”، إن “البعض يفسر ضعف اهتمام الرأي العام التونسي بمجريات القمة الثلاثية التونسية الجزائرية الليبية، بتونس، بعدم الاقتناع بجدوى ومخرجات هذه المبادرة الدبلوماسية التي ترمي ظاهرا إلى بعث اتحاد مغاربي بديل بإقصاء المغرب، على غرار العزوف الذي قوبلت به المحطات الأخرى تحت الرئيس قيس سعيد سوى في المجال الديبلوماسي كالشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي التي بقيت حبرا على ورق، أو على المستوى الداخلي، من خلال الاستشارات والانتخابات التي قُوبلت بنسبة عزوف عالية جدًا”.
وأضاف القصري في تدوينة نشرها على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قائلا: “يبدو جليًا، حسب عديد المتابعين للشأن التونسي، أن الشعب التونسي، الذي أرهقه التضخم والبطالة وقلة الموارد وهشاشة الخدمات الاجتماعية والبنية التحتية، لا يثق في المناورات الدبلوماسية التي تتطلب مزيد الدراسة والتمحيص، ولا ينخرط في أغلبيته الساحقة في البناء السياسي الذي لا يعد من الأولويات الحياتية لشعب ينحدر يوما بعد يوم في التشاؤم والهشاشة..”.
وزاد في تدوينة أخرى قائلا: إنه “من الصعب مقاومة الانطباع بالتسرع والارتجال الذي يبدو أنه ساد على القمة الثلاثية التونسية الجزائرية الليبية في 22 أبريل 2024″، لافتاً أن مخرجات هذه القمة “لا ترقى إلى مستوى توقعات ومتطلبات الساعة”.
ولفت القصري الانتباه إلى أن الدول الثلاث كان عليها “اتباع نهج دبلوماسي متضافر تجاه الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة لإيجاد حلول جماعية ودائمة لمشكلة الهجرة، ومن شأن هذه الخطوات أن تستفيد من إشراك المغرب ومصر، وهما دولتان هامتان في شمال أفريقيا ستمنح مساهمتهما الدبلوماسية مزيدًا من المصداقية والفعالية للخطوات المتخذة”.
واستطرد الدبلوماسي التونسي: “هذا الاجتماع يهدف إلى إعطاء انطباع علني بنجاح الرئيس الجزائري تبون (في نهاية ولايته) في عزل المغرب بعد تعرضه (تبون) لانتكاسات دبلوماسية في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، وخاصة بعد رفض انضمام بلاده إلى منظمة البريكس”.
وتوقف صاحب التدوينة عند التحركات الليبية التي أعقبت القمة، وذلك من خلال “إيفاد مبعوث إلى الرباط مباشرة بعد هذا الاجتماع لإعطاء تأكيدات، بأن ليبيا لن تنسجم مع محور مناهض للمغرب في المنطقة”.