أثارت زيارة المبعوث الأممي إلى الصحراء ستافان دي ميستورا، لجنوب أفريقيا، تساؤلات عديدة في الأوساط السياسية، وذلك على اعتبار أن هذا البلد يلعب أوراق الجزائر العدائية نفسها في قضية الصحراء المغربية.
والتقى دي ميستورا، الأربعاء في بريتوريا، بوزيرة الشؤون الخارجية ناليدي باندور. ولم تفرج هذه الأخيرة عن مخرجات اللقاء مع دي ميستورا، معتبرة أنها “كانت مفيدة”.
ويرى مراقبون، أن جنوب إفريقيا لا يمكنها أن تلعب أي دور في قضية الصحراء، وغير مؤهلة لإيجاد حل سياسي.
محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاضي عياض، بمدينة مراكش، قال إن زيارة دي ميستورا إلى جنوب أفريقيا لمناقشة قضية الصحراء علما أن هذ البلد لا علاقة له بالملف، يمكن قراءته من منظور المبعوث الأممي، على اعتبار أن جنوب أفريقيا لها تأثير فيما يتعلق بمختلف الصراعات المفتعلة في القارة الإفريقية وعلاقتها بالطرف الآخر (الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية).
وأضاف الغالي في تصريح لـ”مشاهد24″: “جنوب إفريقيا من المساندين للأطروحة المزعومة من طرف الجزائر والبوليساريو، وعليه دي ميستورا في إطار مهمته وانطلاقا من قرارات مجلس الأمن الأخيرة – التي تؤكد على ضرورة الحوار المباشر بين مختلف الأطراف المعنية (المغرب، الجزائر، البوليساريو، وموريتانيا) من خلال آلية الموائد المستديرة – واع بأهمية البيئة المحيطة وضمان دور إيجابي لها في تحريك الماء الراكد”.
واستطرد الخبير السياسي قائلا: “دي ميستورا واع أيضا في زيارته لجنوب إفريقيا – والتي لن تغير موقف الأمم المتحدة بشأن أطراف النزاع – بأن هذا البلد غير نزيه وغير محايد بالنظر إلى مواقفه المعادية، وموقفه المسبق من تبني أطروحة الجزائر والبوليساريو في حل النزاع المفتعل حول قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية”.
وشدد الغالي على أنه “يبقى في نهاية المطاف دور المبعوث ومهمته متوقفة على توافق أطراف الصراع وقدرته على امتصاص متناقضاتهما”.