أكد لحسن أقرطيط الكاتب والباحث في العلاقات الدولية، أن المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، تؤسسان لمرحلة جديدة من العلاقات موسومة بالتوجه لبناء تحالف قوي يتجاوز الشراكة الاستراتيجية والتاريخية القائمة بينهما.
وأضاف أقرطيط في حديث لـ”مشاهد24″، أن زيارة الملك محمد السادس، لدولة الإمارات التي طبعها استقبال لافت وتكللت بتوقيع مذكرات تفاهم في قطاعات حيوية، تعد تاريخية لكونها تنقل الشراكة إلى تحالف قوي تتقاطع فيه مصالح الدولتين، بناء على نموذجين متميزين تمثله كل واحدة منهما في محيطهما الإقليمي والدولي.
وأوضح أن المملكة تمكنت بفضل إصلاحات متواصلة منذ عقدين، من أن تكون قوة إقليمية صاعدة بشمال وغرب إفريقيا، إضافة إلى أنها الدولة الوحيدة التي تتمتع باستقرار سياسي واقتصادي بالمنطقة، مشيرا إلى أن الأمر ذاته ينطبق على الإمارات التي صارت قوة صاعدة، تجاوزت المرحلة النفطية الطاقية إلى مرحلة تنويع الاقتصاد وأضحى اقتصادها قويا ورأسمالها عابرا للحدود بفضل استثمارات قائمة على الصعيد الدولي.
وضمن حديثه ألقى الباحث في العلاقات الدولية، الضوء على لبنات أساسية للتحالف المغربي الإماراتي، مسطرا على أن الأمر يتعلق تحديدا برؤية سياسية مستقلة تبلورت بفضل سيادة اقتصادية، ودعم متبادل لا مشروط لوحدة وأمن واستقرار البلدين.
وتابع قائلا “البلدان اشتغلا على سيادة الرأسمال الوطني المحلي ما مكنهما من بلورة رؤية سياسية مستقلة، كما أن هناك مبدأ يشكل نقطة تقاطع في السياسة الخارجية لكلاهما ألا وهو مبدأ تنويع الشراكات على اعتبار أن الإمارات حالها حال المملكة في تطوير الشراكات الدولية، لها شركاء غير الولايات المتحدة الأمريكية كالصين وروسيا والمملكة المغربية الحليف الاستراتيجي على مستوى المنطقة”.
وأردف أن الإمارات التي رسخت مكانتها كأول مستثمر عربي بالمغرب والثاني بين شركائه الدوليين، ترى اليوم أنها مقبلة على مجال حيوي لإطلاق استثمارات استراتيجية للتموضع بالقارة الإفريقية، خصوصا في ظل قدرة المغرب على بناء اقتصاد وطني قوي وإطار محفز على الاستثمار.
وتطرق في هذا السياق إلى آفاق توجه جعل الواجهة الأطلسية للمملكة، واجهة استراتيجية لإعادة رسم الخارطة الجيو سياسية للفضاء الأطلسي الإفريقي، لافتا إلى المذكرات التي وقعت في قطاع الموانئ وكذا تلك التي تهم أنبوب الغاز المغربي النيجيري.
وشدد على أن كل الاتفاقيات التي وقعت بمناسبة الزيارة الملكية، تنحو منحى مضاعفة الاستثمارات الإماراتية بالمملكة المغربية، أمام مناخ مال وأعمال قوي وإثر تنزيل الميثاق الجديد للاستثمار، مؤكدا “نحن أمام تحالف رساميل إماراتية مغربية يمكن أن يكون لها حضور يتجاوز جغرافية المملكة إلى ما يعرف بتحالف الرساميل العابرة للحدود”.
من جهة أخرى، سطر أقرطيط على أن الدعم المتبادل لوحدتهما واستقرارهما هو أكثر ما يشد عضد المغرب والإمارات في ظل محيط دولي متقلب، مضيفا “المملكة والإمارات حريصان على سيادتهما ودعم أمنهما وآمانهما وهو ما يتمثل في كون الإمارات من الدول الكبرى المنخرطة في الدينامية التي يعرفها ملف الصحراء المغربية موقفها يتجاوز مجرد الاعتراف بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية وافتتاح قنصلية بالعيون، إلى انخراط بل أكثر من ذلك الإمارات تلعب دورا فاعلا في حصد مزيد من الدعم لملف الوحدة الترابية، ومن جانبه المغرب يدافع عن سيادة الإمارات ويدين أي محاولة لضرب مصالحها”.
وختم مشيرا إلى أن المرحلة القادمة ستكون مطبوعة بتقارب أكبر بين الرباط وأبو ظبي، بناء على أن الرؤية التي بلورتاها والتي تستوعب تحولات المشهد الدولي.