لاحظ المهتمون بالشأن المغاربي، أن وكالة الأنباء الفرنسية، ركزت في الآونة الأخيرة، وفي ظل البرود الذي يطبع العلاقات بين الرباط وباريس، على الترويج إعلاميا لجبهة البوليساريو، التي تدعو إلى انفصال الصحراء عن المغرب.
وقد تجلى هذا الأمر بشكل ملحوظ جدا، في تسليط وكالة الأنباء الفرنسية، الذراع الإعلامي لوزارة الخارجية الفرنسية، الضوء على المناورات العسكرية التي قامت بها جبهة البوليساريو مستهل الأسبوع الحالي.
وفي هذا الصدد، قالت الوكالة الفرنسية للأنباء: “نفذ بمنطقة أغوينيت مشروع تكتيكي لمناورة عسكرية بالناحية العسكرية السابعة بمشاركة نخبة من القوات العسكرية الصحراوية تحت إشراف الأمين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز”.
وأضافت نفس الوكالة، ان “هذه المناورة العسكرية نفذت على نطاق 40 كلم مربعا بمنطقة أغوينيت المحررة المتاخمة للحدود الموريتانية (…) واكتست طابعا دفاعيا”، على حد وصفها.
وبدورها، وجريا على عادتها، سارعت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، إلى التطبيل لمناورة البوليساريو، قصد النفخ فيها وإعطائها حجما أكبر، حيث بثت قصاصة، لاتخلو من مزاعم وادعاءات، تطفح عدوانية نحو بلد شقيق وجار للجزائر هو المغرب، جاء فيها : “نفذت الوحدات القتالية المشاركة في هذه المناورة مهمات تكتيكية من خلال القيام بضربات برية لحزام عدو إفتراضي بمشاركة قوات الدفاع الجوي حيث تمكنت القوات من إصابة جميع الأهداف للعدو رغم التشويش اللاسلكي القوي… واستطاعت بنجاح وفي ظرف قياسي تنفيذ المهام الموكلة إليها وزيادة قدراتها على التحرك السريع في المعارك باستعمال الأسلحة الثقيلة والدبابات حيث دامت فترة المناورة مدة ساعة ونصف”.
ويبدو جليا من خلال هذه السطور، الواردة في قصاصة وكالة الأنباء الجزائرية، أن هناك نية عدوانية مبيتة ضد المغرب، من خلال هذه المناورة العسكرية، التي أجريت فيها “ضربات بريةلحزام عدو افتراضي بمشاركة قوات الدفاع الجوي”.
إنه كلام خطير ينم عن رغبة في التصعيد، بدل الجنوح إلى السلم، عن طريق التفاوض لإيجاد حل سياسي متفق عليه بين جميع الأطراف، كما توصي بذلك هيئة الأمم المتحدة.
من جهته، دخل التلفزيون الجزائري مساء أمس الخميس، على الخط، وبث مشاهد ل”مناورة تظهر خصوصا آليات مدرعة وشاحنات بيك آب مزودة بطاريات مضادة للطائرات”.
وإذا كان خط تحرير وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية يبدو منسجما مع سياسة حكام الجزائر، في مناصبتهم العداء للمغرب، بخصوص قضية وحدته الترابية، فإن التغطية الإخبارية لوكالة الأنباء الفرنسية تبقى موضع أكثر من علامة استفهام، في نظرالمتتبعين، الذين يرون أنها تكاد تصبح بوقا دعائيا لجبهة البوليساريو.