قال سعد الدين العلمي، سفير المغرب في القاهرة، إن البوليساريو انتهت مشيرا إلى أن حكام الجزائر مصرون على معاداة المغرب في وحدته الترابية، معتبرا أن بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، تجاوز مسؤولياته، ” ومواقفه ستزيد التوتر بالصحراء المغربية”.
ووصف العلمي الذي كان يتحدث في ندوة صحافية في مقر ” اليوم السابع”، أمس الجمعة، موقف بان كى مون، خلال زيارته إلى مخيمات “تندوف” الجزائرية بـ”غير الحيادى”، وتجاوز لمسئوليات منصب الأمين العام.
للمزيد: بعد الرباط.. العيون تتحرك ضد تصريحات بان كي مون
وبعد أن أكد التزام الرباط بميثاق وقرارات الأمم المتحدة، أردف أن بان كى مون لم يتحدث عن مصير المساعدات الإنسانية التى تقدم للاجئين منذ سنوات، وتتسرب عبر طرق أخرى لتباع في أسواق الدول المجاورة، مبينا أن كلمة “احتلال” التى وصف بها بان كى مون الوضع فى الصحراء المغربية ليست مطروحة ولا وجود لها بأي وثيقة.
وذكر السفير أن المغرب أعلن اتخاذ ثلاثة إجراءات فورية كخطوات أولى رداً على تصريحات بان كى مون، ولا يزال يحتفظ بحقه المشروع فى اللجوء إلى تدابير أخرى، إذا ما اضطر إلى اتخاذها دفاعاً عن سيادته ووحدته الترابية.
وأوضح أن الخلاف قائم مع شخص الأمين العام للأمم المتحدة، وليس مع منظمة الأمم المتحدة، بالنظر إلى الانزلاقات المتكررة لبان كى مون وتصرفاته غير المتلائمة مع مسؤولياته التى تفرض عليه التزام الحياد والموضوعية.
إقرأ أيضا:فيديو. مسيرة الرباط المليونية تنديدا بتصريحات بان كي مون
ولم يفت السفير أن يتحدث عن “حرص المغرب باستمرار على أن تظل علاقاته مع الجزائر قائمة على حسن الجوار، اعتباراً لما يربط البلدين الشقيقين من أواصر متينة، ولكن مع كامل الأسف هناك أطراف وجهات فى الجزائر لا تزال مصرة على مناصبة العداء لبلادنا، خصوصاً فيما يتعلق بوحدتها الترابية، مع أنها تعلم علم اليقين أن هذه المسألة بالنسبة للمغرب، بجميع مكوناته، “مسألة وجود”، ولا يمكن أن تخضع لأية مساومة أو تكون موضوع أى تنازل”.
وجوابا له عن سؤال “هل فكرتم فى التحاور المباشر مع الجزائر ؟” أجاب:” طبعاً.. فعلى امتداد العقود الأربعة الماضية توفرت عدة فرص للحوار المباشر بين البلدين، غير أنها كانت تتوقف دائما قبل أن تصل إلى نتائج تذكر، كما أن عدة أطراف دولية، وفى مقدمتها دول عربية شقيقة، حاولت الوساطة بين البلدين والتقريب بين وجهات نظرهما، غير أنها لم تتمكن من الوصول إلى أية نتيجة أمام تملص الجزائر وادعائها بأن لا علاقة لها بالنزاع القائم، بالرغم من أن الجميع على إدراك تام بأن المشكل سينتهى حتماً بمجرد أن ترفع الجزائر يدها عنه. لقد انتهى البوليساريو مبدئياً بعد عودة مؤسسيه وأعضائه إلى وطنهم المغرب، وحينما سيرفع الحصار عن المخيمات فقطعا لن يبقى بها أحد، وأعتقد أن منطق العصر الذى نسعى جميعا للانخراط فيه يستحثنا على التخلص من الانشداد إلى الماضى وسلبياته، للتوجه بعزم قوى نحو المستقبل بكل ما يفتحه من آفاق وآمال.”