بعث الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد عائلة المرحومة لبنى الفقيري التي طالتها يد الغدر والإرهاب في الاعتداءات الشنيعة التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسيل يوم الثلاثاء الماضي.
وأعرب الملك محمد السادس، بهذه المناسبة الأليمة، لأسرة المرحومة، ولا سيما لزوجها وأطفالها، ولكافة أهلها وذويها، عن أحر التعازي، وأصدق المواساة في هذا الرزء الفادح، ضارعا جلالته إلى الله تعالى أن يتغمد الفقيدة المبرورة بواسع رحمته وغفرانه، ويتقبلها في عداد الشهداء من عباده المنعم عليهم بجنات النعيم، وأن يعوض أسرتها عن فقدانها جميل الصبر وحسن العزاء.
للمزيد: السلطات تحدد هوية أول مغربية ضحية تفجيرات بروكسيل
وتعتبر لبنى الفقيري، إمرأة شابة في مقتبل العمر، كانت تفيض حماسا وحيوية، وسبق لها أن حصلت على الجنسية البلجيكية، بعد اندماجها في وسط المجتمع البلجيكي، وإلمامها بثقافته وتراثه وتقاليده، مع حفاظها على جذورها وهويتها، باعتبارها ترتبط بمدينة سلا، المجاورة للرباط، كانت تتردد باستمرار عليهما، مع زوجها، كلما أسعفهما الوقت في موسم الإجازات السنوية، وقد أورثت هذا العشق للمغرب لأطفالها.
زواجها وإنجابها لأولادها لم يمنعها من مواصلة مسارها كسيدة مهاجرة، آلت على نفسها أن تعطي صورة مشرقة عن المرأة المغربية، المعتزة بشخصيتها وكرامتها وانتمائها لوطنها.
وكانت الراحلة إحدى ضحايا الهجوم الإرهابي الشنيع، الذي استهدف أرواحا بريئة في محطة لميترو الأنفاق ببروكسل، في ذلك اليوم الضبابي المغلف بالرماد والحزن، نتيجة تلك التفجيرات، التي كانت محل استنكار الجميع.
وأثار رحيلها المفجع والمبكر حزنا بليغا في نفوس كل الذين عرفوها عن كثب، اعتبارا لتواضعها، وحبها لفعل الخير.
يذكر أن الهجمات الإرهابية، التي استهدفت مطار بروكسل ومحطة لميترو الأنفاق بالعاصمة البلجيكية، خلفت ستة جرحى، من بين الضحايا المغاربة، إصابة أحدهم بليغة، وقد بترت ساقه، في حين مازال أربعة في عداد المفقودين.
وسارعت سفارة المملكة المغربية، يوم الخميس الماضي، إلى إصدار بيان صحافي، أعلنت فيه أنه من بين المغاربة ضحايا هذه الاعتداءات، تم تسجيل حالة وفاة محتملة، وأربعة في عداد المفقودين، وجريح إصابته بليغة، بالإضافة إلى عدد من الجرحى إصاباتهم طفيفة.
وفي الحصيلة المسجلة، حتى الآن، وفق بعض الإحصاءات الواردة في التقارير الإعلامية، فإن الهجمات الإرهابية على بروكسل، خلفت 31 قتيلا و300 جريح حسب معطيات أولية.