حدثان رئيسيان هيمنا على الصفحات الأولى للجرائد المغربية لنهار السبت، ألا وهما موقف بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة المعادي للمغرب، و”صناعة الموت” في الملاعب المتجلية في الشغب الرياضي، التي بلغت أوجها فيما سمي ب” السبت الأسود”.
يومية ” الأخبار”، قالت في عددها الجديد، إنها علمت من بعض المصادر، أن المغرب يستعد لمقاضاة الأمين العام للأمم المتحدة، على خلفية تصريحاته الأخيرة التي وصف فيها المغرب بالدولة المحتلة، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة.
وذكرت مصادر أن المغرب سيقاضي بان كي مون بناء على تصريحاته التي تتضمن إساءة لدولة عضو في الأمم المتحدة، فضلا عن عدم التزامه بالحياد المطلوب في مهمة تسهيل التفاوض بين أطراف النزاع المفتعل المفتعل.
في سياق تفاعلات الأزمة التي خلقها بان كي مون، نشرت ” المساء” في موضوع بالصفحة الأولى، خبرا مفاده أن اجتماعا ماراتونيا لمجلس الأمن، دام ثلاث ساعات، انتهى بالدعوة إلى تجاوز الأزمة “دبلوماسيا”، حيث عبر أعضاؤه عن قلقهم حيال التطورات الأخيرة.
وأوضح السفير الأنغولي، إسماعيل غاسبار مارتينيز، الذي يرأس مجلس الأمن الدولي خلال الشهر الجاري، في تصريحات للصحافة، أن الأعضاء أكدوا على ضرورة معالجة هذا الخلاف ” بطريقة بناءة وكاملة، وعبر التعاون”، لتجاوز الظروف التي أدت إلى هذه الوضعية، حتى تتمكن ” المينورسو” من استئناف عملها بشكل كامل.
وتطرقت يومية ” أخبار اليوم” بدورها إلى نتيجة اجتماع مجلس الأمن، واصفة بأنه خرج عن صمته، وقبض العصا من الوسط بين المغرب وبان كي مون، مشيرة إلى أنه لم يدعم الأمين العام للأمم المتحدة، ودعا إلى استعادة المينورسو” كامل قدراتها”.
للمزيد: عمر هلال: منفتحون على الحوار لحل قضية الصحراء
واستأثرت أحداث العنف الرياضي بمساحات واسعة من الصفحات والملفات الخاصة بهذا الحدث التي هز مختلف الأوساط، نظرا لبشاعته، وابتعاده عن الأخلاق الرياضية، التي تقضي بالتنافس دون إراقة قطرة دم.
والغريب أن أغلب الصحف اتفقت بشكل غريب ومفاجيء على عناوين متقاربة في الشكل والمضمون، وهو ” عنف الملاعب ..صناعة الموت”، وخاصة “الصباح” و” أخبار اليوم”.
وأجمعت التعاليق على أن تكرار أحداث الشغب والقتل أثناء المباريات يسائل فشل المقاربة الأمنية، ويبحث عن حلول داخل المجتمع.
وتحت عنوان:” الأسرة، المدرسة، الدولة.. من المسؤول عن مذبحة الرجاء؟”، اعتبرت يومية ” المساء”، أن مذبحة مركب محمد الخامس، مؤشرا خطيرا على المستوى الذي بلغته عقيدة وثقافة العنف وسط الشباب والمراهقين، والذي يتمظهر رمزيا وفعليا، كعنوان كبير على الإفلاس العام لكل مؤسسات المجتمع.
وفي مقال آخر ، أعطت يومية ” الأخبار” للظاهرة بعدا سياسيا، متسائلة : “لماذا ظلت الأحزاب السياسية بعيدة عن النقاش الدائر حول شغب الملاعب، باستثناء ندوات عابرة، أملتها ظرفية الشغب؟”، مضيفة:” كيف يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه، ونحن نعاين أعمال العنف التي ميزت دورات المجالس المنتخبة وانتخابات الغرف والجهات والمقاطعات؟”.
وخلصت مقالة اليومية في الختام إلى القناعة التالية: ” في ظل صمت سياسي سيبقى الملعب نقطة سوداء، يدخله المشجع ملفوفا في شعار فريقه، ويغادره ملفوفا في كفن”..إلى قبره.
روابط ذات صلة: بالفيديو: أحداث السبت الأسود على لسان أحد الناجين