حدث إطلاق الملك محمد السادس، لمشروع المركز الثقافي، الذي سيرى النور بباريس بعد سنتين، والذي حضرته شخصيات فرنسية ومغربية مهمة، على رأسها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أسال مداد إعلاميي بلاد الأنوار، واتخذوه مناسبة للحديث عن واقع العلاقات المغربية الفرنسية، بعيدا عن توتر طبعها في فترة سابقة.
ومن بين المنابر الإعلامية الفرنسية، التي نشرت مقالا مفصلا عن الحدث، موقع ”لوبسيرفاطور”، الذي اعتبر أن المغرب لم يعد شريكا اقتصاديا لفرنسا فقط، بل تعدى ذلك للمجال الثقافي، مشيرا إلى أنه نجح في خلق جسر ثقافي بين الجنوب والشمال ولعب دوره بشكل جيد.
وكتب الموقع في هذا السياق، أن المركز الثقافي، ليس مجرد فضاء يمثل المغرب داخل الأراضي الفرنسية، بل إنه يعكس تحولا في العلاقات بين البلدين، لافتا الانتباه إلى أن المملكة، تمكنت بفضل تنوعها الثقافي، من أن تكون محتضنة لثقافات متعددة، الإفريقية الأمازيغية، العربية، الأوربية، اليهودية، والحسانية، في إطار من التسامح والتواصل.
ومن الثقافي إلى الاقتصادي، ذكر المنبر الفرنسي، أن المملكة أصبحت رائدة على المستوى الإفريقي، لأنها أسست علاقات مع دول القارة مبنية على التعاون، وعرج هنا على عدد من المشاريع التي أطلقها الملك في إطار التعاون جنوب جنوب.
والجانب الأمني كان حاضرا بقوة في المقال التحليلي، إذ أبرز أن المغرب صار خبيرا في مجال محاربة الإرهاب، مستحضرا وقوفه إلى جانب فرنسا في أحداث 13 نوفمبر الدامية، ووضع خبرته في مجال محاربة الإرهاب رهن إشارتها، ما مكنها من التصدي لعدة هجمات كانت تستهدفها.
وفي حديثه عن الروابط التي تجمع البلدين، أشار ”لوبسيرفاطور”، إلى أن الحكومة الفرنسية تضم عددا من الوزراء المغاربة، وأن الجالية المغربية استطاعت الاندماج بشكل مبهر وحققت التميز داخل المجتمع الفرنسي، وفي المقابل الجالية الفرنسية التي تستقر بالمملكة، تمارس طقوسها الدينية وتعيش حياتها بشكل طبيعي دون مشاكل أو مضايقات.
إقرأ أيضا: هولاند : زيارة الملك تعكس عمق الروابط بين المغرب وفرنسا