باحث بريطاني: الفوضى الحالية في العراق إحدى تبعات الغزو الأمريكي البريطاني

في مقال له بجريدة “ذي غارديان” البريطانية العريقة، اعتبر الباحث البريطاني أوين جونز أن الفوضى التي تعيشها العراق حاليا هي إحدى مخلفات الغزو الأمريكي البريطاني عام 2003.
أوين جونز، الذي كان من بين المعارضين للحرب على العراق عام 2003، قال أن مناهضي الحرب كانوا يشعرون بالمرارة حينها وهم يشعرون أنهم لم يستطيعوا منع حدوث أحد أكبر الكوارث في العصر الحالي، خصوصا في ظل عدد الأرواح التي راحت ضحية الحرب والتي ستذهب نتيجة مخلفاتها ربما خلال سنوات أخرى قادمة.
ويتذكر الكاتب البريطاني كيف أن أحد الضباط الكبار في الجيش البريطاني جاء إلى الجامعة ليقنعهم بجدوى الحرب، حيث ادعى بأن 99 بالمئة من البريطانيين سينزلون إلى الشوارع ليستقبلوا القوات الغربية بالورود. مثل هؤلاء الأشخاص، يقول أوين جونز، هم من ساهموا في الحشد من أجل خوض الحرب، في الوقت لم تتم إعارة أي اهتمام لنصائح من كان يحذر من مغبة الحرب ويؤكد أن العراق لا يملك أسلحة دمار شامل وأن الحرب “ستفتح أبواب الجحيم”.
ويرفض الكاتب الادعاء بأنه لم يكن بالإمكان توقع الكوارث التي ستنتج عن الحرب وأنها، أي الحرب، ستشكل درسا يمكن خلاله تفادي الوقوع في أخطاء مماثلة في المستقبل، معتبرا أن مجرد خروج مئات الآلاف من البريطانيين في فبراير 2003 للاعتراض على الذهاب إلى الحرب في مظاهرة هي الأكبر من نوعها في تاريخ بريطانيا، يؤكد أن تبعاتها الكارثية كانت واضحة للكثير من الناس.
ووجه صاحب المقال سهام نقده إلى كل الذين هللوا للحرب، والذي ما يزالون يحتفظون بمناصبهم العمومية ويظهرون على شاشات التلفزة وينشرون مقالاتهم على صفحات الجرائد من أجل عرض نصائحهم وتجديد تقديم البراهين حول صواب قرار الحرب.
علي أي، يقول جونز، فإن معارضي الحرب كانوا بدورهم على خطأ، لأن كل ما توقعوه بخصوص تبعات الغزو ظهر جليا أن ما حصل ويحصل هو أسوأ بكثير. الجرائم الأمريكية دفعت الساكنة السنة إلى مزيد من التطرف، فيما تعمق الخلاف السني الشيعي وكثرت عمليات القتل والخطف وقطع الرؤوس والعمليات التفجيرية وتعدد التنظيمات المتمردة، فضلا عن الملايين من المهجرين ومئات الآلاف من القتلى.
ويرد جونز على الادعاء بأن الغزو كان مبررا في جزء منه بالحرب على القاعدة بالقول بأن الغزو هو من سلم العراق إلى القاعدة والتنظيمات الدائرة في فلكها مثل “داعش” والتي ساهمت في تفجير الأزمة في العراق وسوريا.
جانب من الأزمة العراقية الحالية تسببت فيه الدول الخليجية مثل قطر والسعودية، يقول جونز، الداعمة للجماعات المسلحة في حربها ضد الأسد مما مكنها من السلاح الذي يستخدم جزء منه في العراق، فضلا عن السياسات الطائفية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وهو ما جعل بعض سكان الموصل يستقبلون عناصر “داعش” كقوات تحررية.
في ظل هذا الوضع، يتساءل الكاتب هل هناك من أمل أمام العراق مستقبلا؟ ويجيب على ذلك بالقول إنه يبدو من الصعب تفادي تواصل سقوط العراق نحو الهاوية. في هذه الأثناء سيكون هناك من ينادي بالتدخل الغربي، لكن ذلك لا يجب أن يقع بأي حال من الأحوال من أجل تفادي كارثة أخرى، يقول أوين جونز.

اقرأ أيضا

666

بسمة بوسيل تفرج عن أغنيتها الجديدة “قادرين يا حب”

طرحت الفنانة المغربية بسمة بوسيل، عبر قناتها الرسمية بموقع رفع الفيديوهات “يوتيوب”، أحدث أغانيها الجديدة …

الجزائر

الحديث عن مصالحة مغربية إيرانية يقض مضجع عسكر الجزائر

قض تداول الحديث عن وساطة خليجية لمصالحة بين الرباط وطهران مضجع جنرالات قصر المرادية، خاصة بعد تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية إسماعيل بقائي، التي  أكدت هذه المساعي.

مراهق حُكم بالسجن عامين.. ولا يزال معتقلاً منذ 18 عاماً

قضى سجين بريطاني أكثر من نصف حياته في السجن، بعدما حُكم عليه قبل 18 عاماً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *