“نيويورك تايمز” تكتب عن “الخطر الجديد في بنغازي”

في الوقت الذي صار فيه بعض السياسيين الأمريكيين مهووسين بضرورة تحديد الجانب الذي يجب توجيه اللوم إليه بخصوص التقاعس في حماية القنصلية الأمريكية في بنغازي من الهجوم الذي طالها في 2012، يرى الكاتب إيثان كورين أن هناك مشكلا أكبر اليوم في ليبيا، ويتمثل في “الانقلاب” الذي يقوده اللواء الحاصل على الجنسية الأمريكية، خليفة حفتر، والذي قد تكون له تداعيات كبيرة.
في مقاله المنشور بصحيفة “نيويورك تايمز” العريقة، قال كورين إن هناك تاريخا طويلا يجمع حفتر والجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، التنظيم المعارض للقذافي، مع وكالة الاستخبارات الأمريكية، التي كانت تدرب المنشقين عن القذافي بغية السعي للإطاحة بالنظام، قبل أن تتخلى عن المشروع بعد التقارب الذي تم بين الولايات المتحدة ونظام العقيد.
بيد أن حفتر عاد إلى بلاده مع اندلاع الانتفاضات ضد القذافي في 2011، ليكون ضمن قيادة القوات المعارضة إلى جانب اللواء عبد الفتاح يونس الذي اغتيل في ما بعد على أيدي عناصر تابعة لمليشيا إسلامية على الأرجح.
الرجل برز بقوة في الأيام الأخيرة بعد إطلاق “عملية الكرامة” التي يسعى من خلالها إلى “تطهير” ليبيا من الإسلاميين مستفيدا من دعم عدد من عناصر الجيش.
من خلال تصريحات وحوارات حفتر يظهر أن الرجل لم يحدد هدفا بعيد المدى، وأنه لا يقبل التفاوض وتقديم التنازلات كما أن لديه طموحات لمنصب قيادي في البلاد.
من جانبها لم تبدي الحكومة الأمريكية أي موقف واضح مما يحدث، متجنبة دعم حفتر صراحة، ومكتفية بضم صوتها للمجتمع الدولي الداعي إلى أن تلتزم كل الأطراف بضبط النفس والتخلي عن العنف.
ماضي اللواء حفتر يجعل من الصعب على الليبيين تصديق أن الولايات المتحدة لا تقف وراءه، يقول إيثان كورين، وهو ما يعد مشكلة لأنه ظاهريا يمنح حفتر نفوذا قد لا يتمتع به فعليا على أرض الواقع، بالإضافة إلى أن صمت الولايات المتحدة يغذي الشكوك بأنه جزء من مخطط أمريكي.
في نظر الكاتب يتعين على الولايات المتحدة الكشف عن طبيعة العلاقة التي تجمعها مع حفتر وتحديد موقفها إن كانت تؤيد كل ما يقوم به بما في ذلك السعي لحل البرلمان أو أنها تدعم بعض التحركات فقط مثل مواجهة من تعتبرهم متطرفين مثل تنظيم “أنصار الشريعة”.
عدم اتخاذ مواقف واضحة جلب الكثير من المتاعب للولايات المتحدة، يقول كورين، وبالتالي عليها أن لا تكرر نفس الخطأ وتحدد موقفها جيدا من حفتر، مشيرا في نفس الوقت إلى أنه ربما ما كان حفتر ليقود حملته هاته ضد الإسلاميين لو كانت الولايات المتحدة انخرطت في دعم ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي. التخلي عن ليبيا هو ما جعل ليبيا تسقط في أيدي الإسلاميين.
بالرغم من مساوئه يرى إيثان كورين أن للواء حفتر بعض الحسنات، وأهمها أنه “الشخص الوحيد الذي يملك إرادة لقيادة حرب ناجحة ضد المتطرفين الإسلاميين”، في وقت لا تريد فيه الولايات المتحدة الانخراط عسكريا في ليبيا وأيضا في ظل وجود موالين للإسلاميين داخل مؤسسات الدولة الليبية.
من أجل تحقيق أهدافها يتعين على الولايات المتحدة الحسم في مسألة ما إذا كانت تريد أن تضع حدودا للواء حفتر كي لا يتجاوزها، وكذا الوقوف إلى جانب الحكومة الليبية تماما مثل ما وقفت إلى جانبها إبان أزمة الناقلة النفطية.
بذلك تكون الولايات المتحدة قد أبقت على “التوازن الذي يسمح بالحفاظ على ديمقراطية هشة وترويض ديكتاتور” قبل أن يتحكم.

اقرأ أيضا

الكشف عن تركيبة الحكومة الفرنسية الجديدة

متابعة بعد عدة أيام من الترقب والتكهنات، تم اليوم الإثنين، الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة …

استعدادا لكان 2025 ومونديال 2030.. إطلاق خدمة الأنترنت من الجيل الخامس

أعلنت الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح، اليوم الاثنين، …

“مضغ فأراً حتى قتله”.. فيديو صادم يقود 3 طلاب للمحاكمة

انطلقت أولى جلسات محاكمة ثلاثة طلاب صوروا فيديو صادم بمدينة مارسيليا الفرنسية، إذ ظهر أحدهم …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *