آسية بنصالح العلوي: المغرب واحة من الاستقرار في منطقة تغلي بالتجاذبات

سعد الدين لمزوق
سياسة
سعد الدين لمزوق21 يناير 2014آخر تحديث : منذ 10 سنوات
آسية بنصالح العلوي: المغرب واحة من الاستقرار في منطقة تغلي بالتجاذبات
ba8105ffcbf1e654523b3092c0b2fd33 - مشاهد 24

نشرت الأستاذة آسية بنصالح العلوي، أستاذة القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط وسفيرة متجولة للملك محمد السادس، مقالا بموقع “بروجكت سنديكيت”، وهو أحد أبرز المواقع في العالم لنشر مقالات الرأي، تحدثت فيه عن كون المغرب يشكل طرفا مثاليا للعب دور دبلوماسي مهم في المنطقة.
واعتبرت الكاتبة أن المغرب يعتبر “واحة من الاستقرار في منطقة تغلي بالعنف والتجاذبات الاستراتيجية”، مما يجعل بالتالي شريكا مهما لأوروبا والولايات المتحدة.
المغرب، تضيف آسية بنصالح العلوي، يستفيد من كونه انخرط في مسلسل إصلاحي سياسي واقتصادي واجتماعي كما أنه يتوفر على مقومات استراتيجية مهمة كقربه من أوروبا وكونه بوابة لها للعبور نحو إفريقيا.
بالمقابل تعيش باقي دول شمال إفريقيا حالة من عدم الاستقرار كما هو حاصل في مصر بعد الحملة التي قادتها الدولة للقضاء على جماعة الإخوان المسلمين، وكما هو حال أيضا في تونس بسبب التعثر الذي صاحب الحوار الوطني من أجل الخروج بحكومة جديدة.
وعلى صعيد آخر تبدو الجزائر، تقول الكاتبة، منشغلة بانتخابات أبريل المقبل التي يبدو أن الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة سيترشح لها كما يبدو المسار السياسي في موريتانيا معطلا لكون الحكومة غير قادرة على استعادة ثقة الشعب فيها.
أما ليبيا، تستطرد الكاتبة المغربية، فهي تقف على شفير حرب أهلية أو التقسيم، ونفس الوضع يلوح في الأفق في الشرق الأوسط بالنسبة لسوريا.
بالمقابل سار المغرب في اتجاه تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتطوير المنظومة السياسية من خلال تبني دستور جديد في 2011 مما ساهم في تعزيز الاستقرار الضروري لتمكين الاقتصاد من النمو.
وتضيف أستاذة القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بأن مؤشرات هذا التحول في بنية الاقتصاد المغربي تتمثل في كونه صار أقل اعتمادا على القطاع الفلاحي والذي كان يرهن اقتصاد البلاد بالتساقطات المطرية، إضافة إلى انتعاش سوق النسيج الذي تضرر بفعل الأزمة الاقتصادية بأوروبا ونفس الأمر ينطبق على القطاع السياحي.
ينضاف إلى كل هذه العوامل، تستطرد الكاتبة، يحسب للمغرب استمراره في الاستثمار في البنية التحتية والحفاظ على مستوى متدن من التضخم والتحكم في نسبة البطالة واستمرار استقبال الاستثمارات الأجنبية على عكس باقي بلدان المنطقة.
الاستقرار الذي ينعم به المغرب يتمنى أن ينعكس على باقي بلدان المنطقة خصوصا إذا ما هي سلطت نفس طريق الإصلاح الذي نهجه المغرب، مما قد يفتح في المستقبل الباب أمام إقامة منطقة للتجارة الحرة تعود بالنفع على كافة دول المنطقة.
هذه الإرادة الوحدوية برزت، تضيف آسية بنصالح العلوي، منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش سنة 1999، وهو الذي أغطى دفعة مهمة للتعاون المغربي-الإفريقي حيث تتقاسم المملكة خبراتها مع الدول الإفريقية في عدد من المجالات تهم المال والاتصالات والطاقة والفلاحة والأمن الغذائي مما يجعلها ثاني مستثمر إفريقي في القارة السمراء بعد جنوب إفريقيا.
دور الملك محمد السادس إفريقيا يكتسي أيضا، تقول الكاتبة، بعدا روحيا هاما بالنظر إلى مكانته الدينية وظهر ذلك جليا في مبادرة المملكة من أجل تكوين أئمة من دولة مالي لنشر قيم الإسلام السمح.
كما عمل الملك على دعم قيم التضامن من خلال نشر مستشفيات ميدانية مغربية في مالي والأردن لفائدة اللاجئين السوريين.
كل هذه العوامل، تخلص الكاتبة آسية بنصالح العلوي، تجعل المغرب في وضع جيد لدعم الأمن والتنمية في شمال وغرب إفريقيا وغيرها من المناطق، ويؤهلها لتكون شريكا وحليفا مهمة لأوروبا والولايات المتحدة في منطقة مضطربة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق