عندما تجد سيارة أحدث موديل، وتحمل لوحات هيئة دبلوماسية خضراء، وعلى جانبي السيارة علم إحدى الدول الأجنبية، وترافقها سيارة أخرى أو عدة سيارات بها حرس خاص مدججين بالسلاح، وموتوسيكل عليه أحد الضباط قائدا للموكب يبعد أي سيارة تحاول أو تفكر في الاقتراب من الموكب فأعرف أن الذي بداخل السيارة هو «جناب السفير» .هذا المشهد يتكرر عند مرور أحد السفراء الأجانب داخل شوارع القاهرة خاصة لو دولة عظمى ، ولكن الصورة تغيرت عندما شاهدت موكب سفير المغرب لدى مصر السيد محمد سعد العلمي والذي حضر احتفال الطريقة التجانية بدعوة من الشيخ أحمد محمد الحافظ التجاني شيخ الطريقة بمصر في ليلة رمضانية، في سرادق المشيخة العامة للطرق الصوفية بجوار مسجد الإمام الحسين ، فعند وصول السفير لم أجد أي موكب يرافقه أو حرس خاص بل سيارة عادية وسائقه الخاص وعند دخوله السرادق دخل منفردا دون أى تشريفة تسبقه، بل جلس فى المنصة دون أي تمييز عن باقي الحضور .عندما جاء دور السفير محمد سعد العلمي في إلقاء كلمته وجدته شخصا عاشقا لمصر وشعبها مؤكدا وقوف بلاده المغرب مع مصر في حربها ضد الإرهاب واختتم كلمته بالدعاء : «اللهم انصر مصر حكومة وشعبا». بعد انتهاء كلمته استأذن الحضور في الانصراف رافضا مصاحبة أي شخص له في خروجه من السرادق مكتفيا بسائقه الخاص وعند خروجه حدثت المفاجأة، أسرع الكثير من الشباب والأطفال والبنات لتحية السفير والسلام عليه وبدلا من أن يجرى مبتعدا أو يتجاهلهم ، وقف الرجل يسلم عليهم بنفسه وعلى وجهه ابتسامة مرحبة وودودة بكل من يصافحهم، بل وجه لهم كلمات تعبر عن سعادته بترحيبهم له.
لا موكب.. لا تشريفة.. لا حراسة.. لا تكبر أو غرور.. لا تعصب لبلده.. كلها لاءات وفرت الحماية لسفير المغرب في حله وترحاله وسط المصريين أتذكره دائما كلما تألمت لمنظر الحواجز والكتل الخرسانية التى تتحصن خلفها السفارة الأمريكية وتمنع أي شخص من مجرد مشاهدة السفارة فما بالك بمن تسول له نفسه لقاء سفير العم سام أو حتى مصافحته من بعيد!
*كاتب صحفي مصري/”الأهرام”