تشهد ليبيا معارك طاحنة خلال الأيام الجارية، بين عناصر «فجر ليبيا» المرتبطة بحكومة طرابلس ذات الصلة بالإخوان، وتنظيم داعش الإرهابي الذي بدأ يتمدد على أكثر من جبهة في الأراضي الليبية، وتشير أغلب المعلومات إلى أن التنظيم المتطرف بدأ في الدخول إلى معارك واسعة بعد سيطرته على سرت أوائل يونيو الماضي بعد اشتباكات مع قوات فجر ليبيا، إلا أن الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا والتي تتخذ من طبرق مقرًا لها اتهمت قوات فجر ليبيا بالتواطؤ مع داعش لسيطرة التنظيم المتطرف على المدينة.
ثمة أخبار نشرت في الصحف الليبية كشفت عن هجوم واسع لتنظيم داعش في ليبيا على قوات فجر ليبيا، مستهدفًا قاعدة مصراتة الجوية التى تقع تحت سيطرة فجر ليبيا الموالية لحكومة طرابلس، حيث تبنى التنظيم في بيان نشره على صفحات التواصل الاجتماعي معززا بصور منفذي الهجوم، وبخلاف الأنباء التي تحدثت عن احتراق طائرة، قال المنشور الإرهابي إن “13 طائرة تم تدميرها في قاعدة مصراته.
وحقق تنظيم داعش تواجدا في عدد من المدن الليبية مستغلا الاضطرابات السائدة في البلاد والفراغ الأمني بعد أربع سنوات على الإطاحة بمعمر القذافي، وكان الإرهابيون سيطروا على معظم مدينة سرت – مسقط رأس القذافي – فاستولوا على المطار ودفعوا القوات الموالية لحكومة طرابلس للتراجع إلى مشارف المدينة.
ويشير المراقبون الى أن الخطوة التالية لـ«داعش» ستكون الإعداد لاقتحام راس لانوف وهي مدينة صناعية توجد على خليج السدرة وهي مقر مصفاة راس لانوف النفطية، التي بدأت بالعمل في 1984، وتملكها المؤسسة الوطنية للنفط، كما يوجد بها مجمع راس لانوف للبتروكيماويات، ولديها ميناء خاص بتصدير النفط.
ويرى محللون أن إصرار فجر ليبيا على طرد مقاتلي داعش من سرت ليس لإثبات التباعد الفكري بين قوات الفجر والتنظيم المسلح، وإنما تاكيدًا أن فجر ليبيا قادرة على حماية أمنها، بعد سيطرة التنظيم على سرت الواقعة بين طرابلس وبنغازي وما يمثله ذلك من تهديد على المناطق التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني العام، ويري أصحاب هذا الرأي أن الحوار الليبي هو الحل الأمثل للخروج بالأزمة الليبية إلى بر الأمان، لافتين أن كلا المتناحرين في ليبيا لن يستطيع أحدهم القضاء على الآخر، وبالتالي فالحل في ليبيا لن يكون إلا سياسياً.
واشتد القتال بين تنظيم داعش وفجر ليبيا منذ ما يقارب عن ثلاثة شهور، عندها كشف داعش في تغريدة له على الفيس بوك، أن سبب القتال بين مسلّحي التنظيم ، و”فجر ليبيا” يعود إلى اعتقال الأخيرة أربعة من عناصر التنظيم في مدينة سرت، واحتجازهم وتعذيبهم.
وخلال الأشهر الماضية، تبنى التنظيم العديد من عمليات التفجير في طرابلس، استهدفت مقرات لبعثات دبلوماسية وأماكن حساسة، وأسفرت عن مقتل ليبيين وأجانب، كما تبني عمليات إعدام جماعي بينها قتل 21 مصرياً في سرت الليبية الشهر الماضي، وتفجيرات انتحارية في مدينة القبة، شرقي البلاد راح ضحيتها العشرات.
“البديل”