صحراوي يرد على الوزير الأول الجزائري

بقلم: محمد الفنيش*

ظهر الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال في القمة 25 للإتحاد الإفريقي بجوهانسبورغ بجنوب افريقيا ظهر الوزير الأول الجزائري كأنه مناصر لقضايا الأمم وبدأ يسدي النصائح في قضية نزاع الصحراء المغربية!! هذا النزاع المفتعل من اجل لي يد المغرب كوطن والرضوخ لمطالب قصر الإليزيه.بل تسهر بعض الجهات في حكومة الجزائر على مخطط محاولة تقسيم المغرب.
الوزير الأول الجزائري تجاوز قضاياه الداخلية وتجاوز مطالب المعارضة باجراء انتخابات مبكرة بسبب صحة الرئيس الجزائري التي أصبح غير قادر فيها على تسيير البلاد ووجب تطبيق المادة88 من الدستور الجزائري. لكن أمام مرضاة الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند الذي أصبح طبيبا لتشخيص مرض بوتفليقة حيث قال في زيارته الأخيرة للجزائر “أن بوتفليقة قد أعطاني انطباعا بامتلاكه قدرات ذهنية كبيرة ومن النادر مقابلة رئيس دولة له هذه القدرة على تقدير الأمور” حسب وكالة الاناضول التركية.وكأن رؤساء الدول الأخرين لا يستطيعون التركيز!! هنا الرئيس الفرنسي استهثر بالشعب الجزائري وبالشعوب العربية فلا يختلف إثنان على أن الرئيس الجزائري غير قادر على تسيير مهامه كرئيس لدولة ولو وقع لرئيس الفرنسي ماوقع لبوتفليقة لتم اجراء انتخابات مبكرة احتراما لمشاعر الشعب الفرنسي. لكن مدامت خيرات الشعب الجزائري تنهب من نفط وغاز فإن بوتفليقة بخير والجزائر بخير حسب نظرة قصر الإليزيه طبعا.
نحن المغاربة سواء الصحراويين أو الغير صحراويين وبمختلف شرائحنا نجزم بشكل قاطع وغير قابل لنقاش على وحدة وطننا المغرب من طنجة إلى لكويرة. وهذه الحقيقة يعرفها الوزير الأول الجزائري لكنه لا يريد تصديقها. ما نختلف به نحن الشعب المغربي هو أنه لدينا عصابات في المغرب تستفيد من هذا النزاع وتتاجر به, وهو ما جعل هذا النزاع يطول ويتشعب. صحيح أن بعض أبنائنا في الصحراء المغربية قد ظلموا من لوبيات الفساد(خاصة مفسدي الأحزاب) لكن الحل ليس المطالبة بالإنفصال وانما المطالبة بالإصلاح الحقيقي والعاجل. لإن الوطن المغرب في ملكيتنا جميعا. قد نختلف على الكثير لكن لا يمكن أن نختلف عن الوطن.دون أن ننسى من يتلقى أموال طائلة من المخابرات الجزائرية لتقسيم المغرب هذه الامول التي كان من المفروض أن تصرف على الشعب الجزائري الذي يعاني ويلات الفقر في أغنى دولة عربية من حيث الثروات. مخيمات المحتجزين التي يحاصرها الجيش الجزائري ورمال الصحراء القاحلة ستظل وصمت عار على كل من يتحدث عن التحرر والإستقلال. فكيف لمن يمارس العبودية والقهر ان يتحدث عن التحرر؟؟
الوزير الأول الجزائري وجد أرض خصبة في حليفه الإتحاد الإفريقي لكي يصول ويجول في قيم التحرر حسب تعبيره “البركماتي” وفي تجريح السيادة المغربية وهذا غير مقبول من دولة جارة وشقيقة بل تدعي في أروقة الأمم المتحدة أنها تقف على الحياد في نزاع الصحراء المغربية المفتعل.
السيد عبد المالك سلال نسى أو تنسى او خانته الذاكرة أن الملايين الذي قتلهم الجيش الجزائري في بداية التسعينات(حسب تصريحات ظابط مخابرات جزائري سابق “كريم مولاي” على قناة الحوار) قتلوا فقط لإنهم امتثلوا لصناديق الإقتراع واختروا عن قناعة حزب ذو توجه اسلامي في بداية التسعينيات فقرر جنرالات الجزائر اجهاض طموح الشعب الجزائري. وهو ما لم يقع في المغرب ولن يقع بسبب ارادة الشعب والملك.
السيد الوزير الأول الجزائري لم يتقيد بالعمل الدبلوماسي ولم يتقيد بمبادئ حسن الجوار واصلاح بين المختلفين بل يحاول تأجيج نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد مرضاة لقصر الإليزيه ومرضاة لعقد التاريخ التي تلاحقه.
نعم في المغرب يوجد لدينا فساد سياسي وحزبي ويوجد لدينا بعض المسؤولين المرتشين والظالمين, لكن يوجد لدنيا وطن اسمه المغرب من طنجة إلى لكويرة نتحد حوله ونفتخر به. ونناقش فساد بعض الجهات بكل حرية وعلنا من اجل بناء وطننا ونحترم الشعب الجزائري العظيم وهذا هو الإختلاف بيننا وبين حكومة جزائرية تحرك من خارج البلاد من اجل الإستمرار في نهب خيرات الشعب الجزائري بلد المليون ونصف مليون شهيد. فماذا سيقول السيد عبد المالك سلال لشهداء الذن قتلوا من أجل استقلال الجزائر الذي أصبح استقلال مرهون بمصالح الجنرالات. وتحية عالية لشعب الجزائري العظيم.

* المدير التنفيذي السابق لصندوق النقد الدولي/”رأي اليوم”

اقرأ أيضا

تسليط الضوء في فيينا على تطوير شراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والنمسا

عقد في فيينا اليوم الأربعاء مؤتمر بشأن إقامة شراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والنمسا، بمبادرة …

الداخلية الإسبانية تبرز دور المغرب في جهود الإغاثة

قالت وزارة الداخلية الإسبانية، إن فريق الإغاثة القادم من المغرب بدأ العمل بالفعل في المناطق المتضررة جراء الفيضانات.

عيد الاستقلال .. ذكرى خالدة تجسد تلاحم العرش والشعب وتضحياتهما في سبيل الوطن ومقدساته

يخلد الشعب المغربي، بكل مشاعر الفخر والاعتزاز، غدا الاثنين، الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال المجيد، الذي جسد أرقى معاني التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي في ملحمة الكفاح للذود عن وحدة الوطن وسيادته ومقدساته.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *