قال الزعيم مارتن لوثر كينغ: “إن أسوا مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يقفون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة”، وإن ما تشهده الجزائر اليوم معركة أخلاقية عظيمة بكل المقاييس.. معركة الجزائر اليوم من أجل استرجاع أخلاق المجتمع والدولة، التي ضاعت بسبب زمرة ممن أصبحوا يرون في الدولة قاعة استقبال في فيلاتهم الفخمة، أو دفتر شيكات في بنوك أجنبية.. استعادة أخلاق السياسة، بعد أن أصبح كل من هب ودب يصرخ باسم الجزائر، ويقول إني شاركت في صنع تاريخها ومستقبلها، من الحلاق إلى الطبال إلى البزناسي.. استعادة أخلاق الديمقراطية، بأن نحترم التداول على السلطة، وتقبل الرأي والرأي المخالف، ولا نهدد الجزائريين بالفوضى، لمجرد أن هناك من يرفض بقاء الرئيس المريض وزمرته التي احتكرت كل شيء في الجزائر.. استعادة أخلاق الأحزاب التي اندثرت مع معارضة شكلية، تحلب من ريع الدولة، وتعارض الشعب بدل السلطة، وتُخوِّن كل من يقف ضد هذا النظام وتطبل لكل من سار على سيره.. يجب أن نستعيد أخلاق المعارضة، بأن نفتح المجال أمام المعارضة الحقيقية، المبنية على الدفاع عن البرامج التي تتماشى مع الراهن العالمي وطموحات الشعب الجزائري، بعد 50 سنة من الاستقلال.. استعادة أخلاق ممارسة الدولة، بأن يبقى الوزير وزيرا، وليس مطبلا لمترشح، وأن لا تُستغل هيئات الدولة وأملاك الدولة وموارد الدولة وإعلام الدولة وتسخر القوانين والأحكام لخدمة رجل واحد، ونقصي باقي أبناء الشعب، مهما كانت انتماءاتهم السياسية واختلافنا معهم.. استعادة أخلاق الممارسة الاقتصادية بأن نحاكم كل من نهب وسرق وشوّه سمعة المؤسسات الجزائرية خارج الوطن، حتى أصبحنا مرادفا للعمولة والرشوة والسرقة والتواطؤ على مصلحة الوطن.. أن نؤسس لرجال أعمال حقيقيين ومنتجين ومتطلعين للمنافسة وخلق الثروة بالعمل الجاد وليس رجال النهب والفساد.. استعادة أخلاق الشعب، بأن نقضي على الظلم و”الحڤرة” والمحسوبية والرشوة والبيروقراطية والعروشية والجهوية المقيتة.. ونثمّن الكفاءة والعقل والعلم.. وننتصر لقيم النزاهة والشرف والاستقامة والإخلاص والصدق وصحوة الضمير ونظافة الأيدي والإحساس بالواجب والمسؤولية واحترام حق الآخر.. ونتوقف عن ترقية الرداءة والدناءة والانتهازية والشعبوية والتكالب على المنفعة الشخصية والأنانية المفرطة.. استعادة أخلاق المواطنة وترسيخها بإقامة دولة القانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية، وأن نكف عن النظر إلى المواطن كأداة لتحقيق الرغبات والمنفعة الفردية، وأن لا يكون مطية لتحقيق أغراض زمر المصالح والعشائرية أو الجهوية، بدل أن يكون وجوده وتحقيق تطلعاته في حياة كريمة وسعادته على أرض وطنه هو غاية وجود الدولة، والعقد الاجتماعي الذي يربط الحاكم والمحكوم.. ولتحقيق هذا التصحيح التاريخي في الجزائر، يجب أن يشترك فيه كل جزائري غيور على وطنه ومستقبله القريب والبعيد.. كل جزائري حريص على وحدة الجزائر شعبا وأرضا.. كل جزائري يشعر بخطورة ما يحاك في العلن والخفاء ضد الجزائريين.. كل جزائري رضع حب الجزائر مع حليب أمه.. كل جزائري رفض الدخول في حلقة أو آلة النهب والفساد.. كل جزائري يحلم أن تحجز الجزائر لنفسها مكانا محترما بين الأمم.. فالمعركة مع سرطان الفساد ليست معركة أشخاص أو تصفية حسابات، إنها معركة مصير وكينونة الأمة.. معركة لا تقل في أهميتها وخطورتها وأبعادها عن معركة التحرير، بل أخطر منها.. لأن العدو في ذلك الحين كان معروفا وخارج إطار الجسم الواحد، أما اليوم فهو منا وعلينا.. نعم.. إن كل من يريد للجزائر الضياع والبقاء في حالة التقهقر والتخلف وحالة فوضى النهب هو عدو لهذا الوطن..
“الخبر” الجزائرية
اقرأ أيضا
المفتي العام للقدس يشيد بالدعم الذي يقدمه المغرب بقيادة الملك لدعم صمود الشعب الفلسطيني
أشاد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، اليوم الأحد …
المنتدى المغربي الموريتاني يرسم مستقبل تطور العلاقات بين البلدين
أشاد المنتدى المغربي الموريتاني، باللقاء التاريخي بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ …
مكسيكو.. مشاركة مغربية في مؤتمر دولي حول حماية البيئة
شارك الأمين العام لحزب الخضر المغربي ورئيس أحزاب الخضر الأفارقة، محمد فارس، مؤخرا بمكسيكو، في مؤتمر دولي حول حماية البيئة.