الديمقراطية هي النازية؟!!

قد يكون عنوان مقالنا هذا غريبًا، ولكننا لو استعرضنا واقع الدول التي تدعي الديمقراطية لوجدنا أن ممارسة هذه الدول هي الأكثر أجراما على صعيد الواقع ولو استعرضنا ممارسات (أم الديمقراطية) الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر حتى اليوم نجد بأنها أعتدت على مختلف شعوب العالم ففي عام 1833 غزت “نيكارجوا ” ثم غزت ال “بيرو” عام 1835. وفي عام 1846 تم اعتدت على ا”لمكسيك”. وفي عام 1855 اعتدت على “أ راجواي” و ” كولومبيا “، تلاها على” هايتي” سنة 1888، ثم شيلي سنة 1891، ثم على ” نيكارجوا” مرة أخرى سنة 1894، ثم على” كوبا” .
أما في القرن الماضي فلم تنجو ” جزيرة “جوانتانامو” من الاعتداء وكذلك “كولومبيا” لتشن اعتداء أخر على “هندوراس”. وفي سنة 1914 اعتدت على “هايتي” لتحتلها لمدة 19 عامًا وفي سنة 1916اعتدت على “الدومينكان” لتحتلها طوال ثمان سنوات. وفي سنة 1932 اعتدت على السلفادور.
ثم القت قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناجازاكي لتقتل 200 ألف وتصيب وتشوه مئات الآلاف من المدنيين. وفي سنة 1954 اعتدت على جواتيمالا. وفي سنة 1961 أعتدت على ” كوبا “. وسنة 1967 اعتدت على “بوليفيا” ثم على” فيتنام ” خلفت ورائها ثلاثة مليون قتيل وفي سنة 1973 عادت لتتدخل في ا”لسلفادور”و “شيلي”.
في سنة 1982 اعتدت على لبنان لمحاربة المقاومة الفلسطينية دعمًا لإسرائيل ثم اعتدت على ” ليبيا” وسنة 1989 أعتدت على “بنما ” أسفرت على مقتل عشرة آلاف بنمي وسنة 1992 اعتدت على “الصومال” وقتلت هناك أيضا عشرة آلاف صومالي.
في عام 1991 اعتدت على العراق وألقت 880 ألف طن من القنابل ليتم قتل ما يقرب من 200 ألف عراقي وإصابة ما يزيد على نصف مليون آخرين علاوة على عشرات الآلاف الذين أصيبوا بالسرطان على أثر ضرب الأراضي العراقية بقنابل اليوارنيوم المخضب.
ثم فرضت الحصار ليؤدي ذلك إلى موت أكثر من نصف مليون طفل عراقي خلال عقد التسعينات فقط، ومات أكثر من مليون عراقي آخرين.
وفي سنة 1999عادت بالاشتراك مع عدة دول لتعتدي على العراق بحجج كاذبة. استمرارًا منها في اعتبار شعوب العالم حشرات يجب إبادتها طمعًا في ثروات هذه الشعوب ، ولو عدنا إلى التاريخ ولا نريد استعراضه ولكن ندرج نموذج فرنسا التي تدعي بالديمقراطية أيضا والتي شاركت الولايات المتحدة في حربها على شعبنا في العراق، نجد بان فرنسا أبادت مليون شهيد في حربها على الجزائر لوحدها، وهكذا نجد بان الدول الاستعمارية وخاصة الولايات المتحدة مضمخة بالدم. ونستطيع أن نجزم بان جرائمها فاقت جرائم النازية .
وماذا مع ربيباتها؟ من حقنا أن نسأل:
هل من يضطهد الأقليات التي يحكمها ويضيق الخناق عليها ويصادر حتى من سار في فلكها هو نازي؟
هل من يحكم شعبا ويعمل على إذلاله.. يقلع أشجاره.. يسرق مياهه.. يقطع أواصله.. ويقيم مئات الحواجز بين تجمعاته السكنية هو نازي؟
هل من يستعمل الأسلحة المحرمة دوليا ويحرق الأطفال والنساء والعجزة بالقنابل العنقودية بالفسفور الأبيض وغيرها من أساليب جهنمية هو نازي؟
هل من ينسف المدارس على الأطفال وعلى من يحتمي فيها هو نازي؟
هل من ينسف الشافي على من فيها.. من يبيد عائلات عن بكرة أبيها هو نازي؟
هل من يلاحق العجزة وينسق الملاجئ عليهم هو نازي؟
هل رجال الحركة الصهيونية الذين نسفوا الكنيس “يعقوب شمطوف”اليهودي في العراق على المصلين اليهودى من أجل دفعهم إلى الهجرة إلى فلسطين هم من نازيين؟
هل “ابراهام كسترز”الزعيم المبائي الذي تعامل مع هتلر في إبادة عدد كبير جدًا من يهود هنغاريا من أجل نفس الهدف هو نازي
نحن إذ نستنكر ” المحرقة ” نطرح السؤال وليجب عليه كل حسب إدراكه.

اقرأ أيضا

الصحراء المغربية

منزلقات تأويل موقف روسيا من المينورسو

أثار التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص التمديد لبعثة المينورسو جدلا كبيرا في مختلف …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *