آمال على عتبة 2015

ساعات قليلة ونودع عام 2014 لنستقبل 2015 بكثير من الأمل والتفاؤل، فالعام المنتهية ولايته كان ثقيلا وكئيبا ودمويا لولا بعض الانفراجات، والعام الجديد نريده أن يكون أفضل وأجمل وأنبل في تعاطيه معنا، وأن يكون كريما في عطائه وحكيما في مواقفه ورؤوفا بأحوالنا، وأن يكون طالع خير علينا وعلى العرب والمسلمين والبشرية جمعاء، ونريده أن يتحدى سلفه بالخير والمحبة والسلام فلا يرينا ما رأينا في 2014 من جرائم الدواعش وأتباعها ومن حرائق فجر ليبيا ومشتقاتها ومن همجية الإخوان وأباطيلهم ومن مذابح أنصار الشر وتكويرهم برؤوس ضحاياهم ومن تمرد الحوثيين وخزعبلاتهم.
ونريد للعام 2015 أن يتجاوز بنا نفق الخريف العربي بعد أن فعلت بنا عواصفه ما فعلت، وأن يصالح بين المتنازعين، وينصر المظلومين من ضحايا الاستئصال والاجتثاث، ويعيد المشردين واللاجئين إلى ديارهم، وأن يفتح عيون الشعوب على حقيقة المؤامرات التي تحاك في الظلام، وأن يعيد الوعي إلى العقول التي خدّرتها أكاذيب بعض وسائل الإجرام المسماة زورا بوسائل إعلام.
ونريد للعام 2015 أن يشهد اعتذارات علنية ممن تسببوا في سفك دماء وهتك أعراض وتقسيم مجتمعات وتخريب دول، فأقل ما يقوم به المخطئ أن يعتذر، وأقلّ ما يفعله المسيء أن يعترف بذنبه وأن يحاول إصلاح ما أفسده جهلا وتعنّتا أو تشفيا وانتقاما.
ونريد للعام 2015 أن يكون عام وضوح في المواقف بعد أن مللنا المناورات والمؤامرات والضرب تحت الحزام واللعب على الحبال وإعلان الموقف وإضمار نقيضه واعتماد ازدواجية الخطاب، خصوصا وأن كل شيء بات واضحا مفضوحا وما عاد في إمكان أي كان أن يضحك على ذقون الآخرين، فإن فعلها حينا فسينكشف بعد حين.
ونريد للعام 2015 أن يحمينا من جنون الثورجيين المتطرفين ممن تربوا في مدارس التغيير السلبي وأكلوا وشربوا على موائد السفارات ونالوا الحوافز والمكافئات، فقد مللنا الفوضى والانفلات وكرهنا الخطب والشعارات وأدركنا ما وراءها من مصالح وحسابات.
ونريد من عام 2015 أن تودع أمتنا فيه جنون الانقسامات الدينية والمذهبية والقبلية والجهوية والمناطقية والحزبية والأيديولوجية، وأن تتوحدّ الصفوف بالحق فيدرك الجميع أن الحل في الوحدة والتضامن والتكامل والتكاتف أما التشتت فلا يخدم غير أقلية الآمرين بالمنكر والناهين عن المعروف ممن يحترفون تمزيق الصفوف وضرب الدفوف في مسيرة الحتوف.
ونريد للعام 2015 أن يخرس أصوات دعاة الفتنة وأيمة الشرّ ومروجي الإشاعات وصانعي الإفك وباعثي الأراجيف وأن يغلق مخابر الأكاذيب وأن يحيل إلى البطالة محلّلي الدجل السياسي وأن يريحنا من عصابات الغربان التي طالما عبثت بالعقول وقادت آلافا من الشباب إلى المجهول.
فيا عام 2015 أنظر إلى ما فعله سلفك وتخلّ عن سيئاته وادعم إيجابياته وكن أفضل منه وأطيب منه وأجمل منه وأرأف بنا منه، وها نحن نستبقك بالأمل والتفاؤل والدعاء.

* كاتب صحفي/”العرب”

اقرأ أيضا

يهم الموسم المقبل.. بنموسى يطلق برنامجا لدعم مشروع “إدماج و موسيقى” بالمدارس

وقع شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مع ممثل البنك الأوروبي للاستثمار، شراكة …

-B0088

مهرجان “صيف الأوداية” يضيء ليالي الرباط

تنظم وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة، بتعاون مع المجلس الوطني للموسيقى، خلال الفترة من …

Festival-international-Enfants-de-la-paix

موعد الدورة الـ16 من المهرجان الدولي لأطفال السلام

تنظم جمعية أبي رقراق، خلال الفترة من 23 إلى 30 يوليوز الجاري بمدينتي الرباط وسلا، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *