معركة تونس… والتونسيين

الضربات الناجحة التي نفذتها الأجهزة الأمنية قبل أيام ضد أوكار التطرف والإرهاب تؤكد تعافي هذه الأجهزة مما لحق بها من وهن وأدران ستكشف الأيام مسؤولية مختلف الأطراف عن استمرارهما على مدى أشهر طويلة.
فقد عاش التونسيون زمنا رأوا فيه التطرف والارهاب يسجلان النقاط وينتشران في أرجاء البلاد طولا وعرضا وكأنما نامت كل «النواطير» ووقعت البلاد لقمة سائغة لعصابات التهريب وجماعات الارهاب. والتونسيون يشهدون هذه الأيام بثقة واطمئنان هذه النقلة النوعية في أداء المؤسسة الأمنية.. نقلة مكنت من تسجيل نقاط حاسمة وفي وقت حاسم على حساب الارهاب وأقامت الدليل على ان للبلاد رجالا يحمونها ويذودون عنها ويدفعون في سبيلها الغالي والنفيس.
لكن المعركة مع الارهاب ليست معركة الأجهزة الأمنية فحسب ولا هي معركة وزارة الداخلية فقط. هي معركة الشعب بأسره، يخوضها كل مواطن من موقعه… ويقوم فيها بدوره المطلوب في كشف كل الأشياء والتفاصيل المشبوهة مهما بدت بسيطة.
ولئن كان تجفيف منابع هذه الظاهرة نهائيا يقتضي تعميم التنمية الشاملة والمتوازنة والعادلة في كل الربوع علاوة على بلورة استراتيجية متكاملة تطال الجوانب التربوية والفكرية والثقافية، فإن هذا التمشي يحتاج الى وقت طويل، فإن الظرف يقتضي الآن إعداد العدة الأمنية والانخراط الواعي لكل الناس في هذه المعركة إما لإعادة من زلّت أقدامهم الى جادة الصواب، وإما باستئصالهم وتخليص البلاد والعباد من شرورهم.
والمطلوب أيضا في هذا الباب من بعض النخب ومن بعض الأصوات التي لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب إما تعديل ساعاتهم على استحقاقات البلاد وعلى حاجتها للأمن والاستقرار كمدخل لمعالجة باقي المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.. أو لزوم الصمت، وذلك أضعف الإيمان، لعدم إحباط العزائم وعدم التشويش على المؤسسة الأمنية ورجالها الأشاوس يضعون أرواحهم على أكفهم وينزلون الى الميدان لمقارعة الإرهاب وتخليص المجتمع من شروره وتهديداته.
فالبلاد تمرّ بمرحلة مفصلية وتخوض معركة حاسمة.. معركة استقرار البلاد وتعافيها وانطلاقها في اتجاه حل مشاكلها وهي شائكة وعويصة تتطلب التفافا وطنيا كاملا وراء المـؤسسة الأمنية بعيدا عن أية حسابات حزبية أو سياسوية.
“الشروق” التونسية

اقرأ أيضا

الصحراء المغربية

منزلقات تأويل موقف روسيا من المينورسو

أثار التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص التمديد لبعثة المينورسو جدلا كبيرا في مختلف …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *