إن السياسة هي عبارة عن نسق، أي نتاج يمتلك تاريخا كثيرا ما يتجاهله الساسة ظنا منهم أن مسايرة (أو مراوغة؟) الأمور اليومية تكفي لتنظيم الكيان العام للدولة وعلاقاتها مع الناس، وإذا اقتضى الأمر فاستعمال القمع من حين إلى آخر يكفي لاستقرار الوضع من جديد لكن. مثل هذا التفكير غير جدي وغير مجدي وغير صحي كذلك، لأن تراكم الفداحات اليومية وتراكم الفضائح الشهرية وتراكم الخرقات الاجتماعية يؤدي إلى تصلب النواة الأساسية للواقع السياسي المتأجّج.
لذا، فإن عدم معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية داخل مسلسل التاريخ العام لشعب ما، يؤذي لا محالة وفي آخر المطاف إلى هزات مثلما يعرفها العالم العربي منذ سنوات، فالشعب الجزائري، وبدون تعصب، يملك تاريخا سياسيا متميزا خاصة بالنسبة للبلدان العربية، يتطلب ترسيخ نظرية تاريخية واقتصادية واجتماعية تأخذ بعين الاعتبار كل الثوابت وكل الركائز التي سايرت هذا الشعب منذ العصور الأولى لظهور التاريخ الإنساني, وقد تمحورت هذه الثوابت وهذه الركائز من خلال الفترات الخاصة والعامة حول عامل بسيط، احترام الناس واحترام هذا الحس الذي يملكه المواطن الجزائري وهو الشعور العميق بأنه إنسان لا تفوته حيلة ولا تفوته مناقصة فأصبح هذا الوعي السياسي متوغل في أذهان الناس وعقلياتهم حتى أصبح عنصرا أساسيا في تصرفاتهم وسلوكاتهم العفوية والغريزية وكذلك في تصرفاتهم الواعية والموضوعية، أي أن هذا العنصر أصبح يلعب دور الهاجس السياسي الممزوج بحس “النيف”.
ورغم كل هذا الواقع السياسي والنفسي، يتجاهل الساسة عندنا هذا العنصر المغروس في الوعي الجزائري.
ومثال ذلك ما يجري أثناء هذه الفترة الحرجة والخطيرة، أي فترة الانتخابات الرئاسية، حيث يلاحظ المواطن العادي كل هذه الفوضى وكل هذه المسرحيات الهزيلة، فيشعر بالخزي والذل وكأنه “شيء” لا تثمين له، يدور داخل حلقة مفرغة بينما يشغل “الرجال” الحلبة لوحدهم، مما يعطيهم –أحيانا- سمة العزلة والدليل على هذا الشعور السائد اليوم في البلاد، هذا الدور الهائل (أو المهول؟ أو العنيف؟ أو المضحك؟) من المترشحين الذين في أغلبيتهم يستهزئون بالفعل السياسي ويفرغونه من لبه ومن نجواه.
وها نحن اليوم أمام عريضة تحمل أكثر من مئتي مترشح (200!) والبقية آتية…
فهنالك كتاب قيّم اسمه “تهافت الفلاسفة” للإمام أبو حامد محمد الغزالي وهنالك أيضا كتاب قيّم اسمه “تهافت التهافت” لابن رشد، فكل عنوان يعبّر عن صراع فلسفي فقهي نبيل كان يدور في القرن الثاني عشر.
أما اليوم “فتهافت التفاهت” يهدف إلى الحصول على كرسي من مطاط..
“الخبر” الجزائرية
اقرأ أيضا
البام يطلق “أيام الأبواب المفتوحة” لترتيب البيت الداخلي وفتح باب الحوار
أطلق حزب الأصالة والمعاصرة النسخة الأولى من “الأبواب المفتوحة”، منذ بداية الشهر الحالي. ويعقد حزب …
بسمة بوسيل تفرج عن أغنيتها الجديدة “قادرين يا حب”
طرحت الفنانة المغربية بسمة بوسيل، عبر قناتها الرسمية بموقع رفع الفيديوهات “يوتيوب”، أحدث أغانيها الجديدة …
الحديث عن مصالحة مغربية إيرانية يقض مضجع عسكر الجزائر
قض تداول الحديث عن وساطة خليجية لمصالحة بين الرباط وطهران مضجع جنرالات قصر المرادية، خاصة بعد تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية إسماعيل بقائي، التي أكدت هذه المساعي.