كنت قد تحدثت عدة مرات عن اهمية العلاقات مع مصر وشعب مصر..وكنت قد أشرت عدة مرات لضرورة ان تكون علاقتنا مع مصر وشعبها اكبر من السياسه واكبر من الاحزاب…وكنت قد تحدثت عدة مرات عن خطورة التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة عربية.
كل ما تحدثنا به ليس إختراعا” حصريا” لي ولكنه إستقراء لمسيرة طويلة للثورة الفلسطينية وهو مجرد رأي أعتقد بأنه يحظى باجماع حيث انه رأي مستند الى تأثير الجغرافيا والتاريخ والمكانة الأقليمية ونابع من الإنتماء للامة العربية..فعندما نتحدث عن كل ما سبق فإننا نجد أن في تفاصيل الجغرافيا وأحداث التاريخ ما يؤكد على أهمية علاقتنا مع مصر فكيف لو درسنا التأثير الإقليمي لمصر سياسيا” وثقافيا” كذلك.
منذ بداية العدوان على غزة سارعت مصر بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية وعبر الرئيس محمود عباس حيث سعت مصر لتجنيب شعبنا الخسائر وسعت لإيقاف الحرب ولتجنيب شعبنا العدوان.
الجهود المصرية لم تكن تحظى بدعم حركة حمـــاس التي حاولت خلق دور اكبر لقطر وتركيا بالملف الفلسطيني ولكن وكما قلنا الجغرافيا لا تسمح بوجود دور اخر سوى للشقيقة الكبرى مصر.
مع كل ذلك تعرضت مصر الى حملة تشويه ظالمة ونابعة من منافسة أقليمية معروفة وصراع مع الإخوان المسلمين ناتج عن تداعيات فشل حكم الإخوان المسلمين في مصر‘ المهم الإتهامات…الاتهام بالمشاركة بالعدوان على غزة !!!الاتهام باغلاق المعبر !!!الاتهام بمعاداة الشعب الفلسطيني !!!الاتهام بالتنسيق ضد حماس !!!إتهامات وإشاعات كثيرة.
للأسف كان الإعلام الحمساوي مدعوما” من الجزيرة القطرية يقوم بالتحريض على مصر لدرجة أنه ببعض الاحيان خُيل لي بان من يهاجم غزة هو مصر !!!! كلمات وشتائم وإتهامات وتحريض ومحاولة للاستفادة من الحدث للهجوم على الرئيس المصري المنتخب عبدالفتاح السيسي.
الغريب بالأمر أن المبادرة المصرية التي قدمتها القيادة السياسية بمصر قائمــــة على أساس ما وقع عليه الرئيس السابق مرسي ويومها كانت حمـــاس تعتبر اتفاق 2012 انتصار إلهي…فلماذا كانت الموافقه في ذلك الوقت إنتصار ولماذا أصبحت الان مؤامره!!
المهم حاولت حماس تجاوز الدور المصري وبقيت مصر على موقفها الداعي لتوقيع المبادرة المصرية لوقف العدوان ومن ثم التفاوض على أي بنود مضافه على إتفاق عام 2012..وأستمرت حماس بالرفض حتى بلغت التضحيات الفلسطينية في غزة ما يجب الوقوف عنده فوافقت حماس على ما رفضته في بداية الحرب !!!!!خاصه بعد ان أصبحت حماس قادرة على إعلان النصر.
الغريب في امر حمـــاس بانها رفضت في البداية التحرك المصري ومن خلال الإعلام جعلت رفضها مبرر لأن المبادرة المصرية تنازل وخيانه ووووو وبعد ذلك وافقت حماس على نفس المبادرة وظهرت من خلال الإعلام انها حققت أنتصار تاريخي !!!!
لست بوارد التشكيك بالنصر الفلسطيني الذي تجسد بوحدتنا وقوة الرد على جيش الإحتلال وإسقاط نظريات الجغرافيا المانعه للعدوان على اسرائيل ونظريات الجيش الذي لا يقهر..نعم كل ذلك سقط بلا رجعه بإذن الله ولكن كان من الممكن أن يسقط كل ذلك بخسائر أقل لشعبنا لو أستجابت حماس للمبادرة المصرية.
غرائب موقف حمـــاس جعلتني أرصد ما يلي من تناقضات :
• في البداية رفضت حماس المبادرة المصرية لانها تفريط بالحق الفلسطيني.
• في النهاية وافقت حماس على نفس المبادرة واعتبرتها مصر.
• في البداية حماس أتهمت مصر بأنها تمارس دور سلبي حيث انها تنسق مع إسرائيل وتضغط على حماس.
• في النهاية حماس تشكر مصر ودورها الداعم لحقوقنا.
قدرة حماس على تمرير كل ذلك على المواطن الفلسطيني قدره تحسب لها وللجزيرة القطرية ولكن من حقنا الان أن نقول الحقيقة ويجب ان لا تغضب حماس من الرئيس عندما يقول الحقيقة بأنه كان من الممكن تجنيب شعبنا في غزة هذه الخسائر لو وافقت حماس على المبادرة المصرية منذ البداية.
وللعلم هنــا فإن قدرة حماس على تمرير هذه المواقف المتناقضه هي قوة مرحلية ستقود حمـــاس حتما” الى مزيد من التناقضات التي ستكون محط إستغراب وإستفسار من شعبنا في القريب العاجل.
المهم من غرائب الغرائب العجيبة ما جاء في نتائج المسح الذي اجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحيه بأن 63% ممن شملهم المسح يعتقدوا بأن اتفاق وقف إطلاق النار إيجابي وهذا كلام جميل ولكن 52% ممن تم استطلاع مواقفهم قالوا بان دور مصر كان سلبي بالاتفاق.
غريب..مصر صاحبت المبادرة وهي من تدخلت فكيف يكون الاتفاق نصر ويكون دور مصر سلبي !! فالبمحصله لولا مصر ما كان هذا الاتفاق الذي تقول عنه حمــاس بانه نصر.
ومن الغرائب أيضا” في المسح بان شعبنا يعتقد بأن من يقف خلف النصر لحماس في الحرب هو تركيا وقطر وايران وهنا أقول بأنه من الواضح إختلاط الامر في شكل الدعم المطلوب..فتركيا تدعم فلسطين كأي دولة حليفة وصديقه وشقيقه ولها كل الشكر والتقدير على ذلك ولكنها عضو في حلف الناتو وتتمتع بعلاقات مع إسرائيل وهناك الكثير من الدول التي دعمتنا وعلينا أن نذكر دورها وقطر تدعم حماس سياسيا” وتمنح لقياداتها مقر دائم وتقوم بتقديم دعم إعلامي عبر جزيرتهــا ولكنها حليف هام للولايات المتحده الأمريكية ولها علاقات مميزة مع اسرائيل بينما إيران علاقتها مع حماس متدهوره منذ الخلاف على الموقف من الحرب في سوريا.
بالنهاية أنا أحترم موقف الناس واحترم كل ما يرون ولكني اكرر الدعوه للاهتمام بالوعي الفلسطيني في فهم الاحداث..وفهم الادوار ولا يعقل بان يقوم مشعل بشكر امير قطر فنسارع بالاعتقاد بانه سيقوم بتحرير فلسطين وسيدمر الإحتلالوهنا نؤكد بأن مشعل شكره على خلفية المصلحه وبسبب أقامته في قطر وتمتعه بخيرات قطر.
ولاأمانع من شكر قطر واميرها الشاب ولكن أقول بان الشكر يجب ان يكون موصول لكل من وقف معنا ودعمنا واحترم عروبتنا وإنسانيتنا بلا مقابل وبلا هدف سوى ما سبق.
مصر في الاستفتاء المذكور ظهرت وكانها ملامه…كما هي القيادة الفلسطينية وحركة فتح وأقول ببساطة وصراحه تنقاضات المواقف الحمساوية تم التغطية عليها ولكن ثوابت الموقف المصري أكبر من المساس بدورها وكلنا ثقة بان القادم سيحمل تغيرات كثيرة بالموقف الفلسطيني قائمـــة على أساس راحت (الغفوه) وأجت (الفكرة) وعندما تجيئ الفكرة سيكون هناك الكثير من الاسئلة التي على حماس ان تجيب عليها وكما اظن.
مصر هي مصر وعلينا ان نسعى لتجذير وتعزيز علاقتنا معهم أما حماس فأقول لها ببساطة باننا يجب أن نحافظ على وحدتنا وعلاقتنا المميزة مع الجميع لتعزيز امكانية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف على أراضينا المحتله عام 1967 ليعم السلام والإستقرار المنطقة كلهـا.
اقرأ أيضا
المفتي العام للقدس يشيد بالدعم الذي يقدمه المغرب بقيادة الملك لدعم صمود الشعب الفلسطيني
أشاد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، اليوم الأحد …
المنتدى المغربي الموريتاني يرسم مستقبل تطور العلاقات بين البلدين
أشاد المنتدى المغربي الموريتاني، باللقاء التاريخي بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ …
مكسيكو.. مشاركة مغربية في مؤتمر دولي حول حماية البيئة
شارك الأمين العام لحزب الخضر المغربي ورئيس أحزاب الخضر الأفارقة، محمد فارس، مؤخرا بمكسيكو، في مؤتمر دولي حول حماية البيئة.