المعركة الاصلية وارتداداتها!!!

وسط فوضى الموت والدمار وفوضى الضجيج الاعلامي المتناقض، يفرح الانسان عندما يسمع احدا ما زال يحتفظ بهدوء نسبي وبرودة اعصاب ورجاحة عقل، وهذا ما وجدته في حديث صديقي العزيز المهندس علي ابو شهلا على شاشة تلفزيون فلسطين مساء الاثنين، وكان الحديث يدور عن عملية اعمار غزة،ومؤتمر المانحين الذي سيعقد في القاهرة في اوائل الشهر القادم ان استقرت التهدئة، ووحدة المعلومات العلمية الموثقة عن حجم وانواع الاضرار الهائلة التي لحقت بقطاع غزة والتي تفوق خمسة اضعاف ما حدث في عدوان 2008-2009، وما هو العاجل والمتوسط والاجل في اعادة الاعمار، وكيفية ترتيب الاولويات !!!خاصة وان اسرائيل التي سببت كل هذا الدمار تلوح ولو من بعيد لمؤتمر اقليمي للاعمار وليس مؤتمرا دوليا، وهي على كل حال طرف رئيسي بالموضوع،وكل دولار من تكاليف الاعمار سيذهب نصفه الى جيبها !!! فكيف نتصرف بحكمة في كل ذلك، وكيف نلزمها الا تدر ثانية ما بنيناه بالدم والعرق والدموع ؟؟؟
والحقيقة ان ما يجري الان على صعيد مساعدات الاغاثة التي تصل من شعبنا ومن اشقائنا واصدقائنا الى قطاع غزة لاتعطي انطباعات ناجحة،واذكر بان الاخ وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب قد استطاع ان يكسر حاجز الصمت وان يشير الى الموضوع ويسلط حزمة ضوء شجااعة في حديثه الى الاعلام قبل يومين،كما ان عددا كبيرا من كوادر فتح المقصيين بعنف عن المتابعة يشكون مر الشكوى لانهم يرون على الارض عكس كل ما يقال،واللواء زكريا بعلوشة ربما لم ينجح حتى الان في تسجيل بيته الذي دمر نهائيا في عزبة عبد ربه لان القائمين على التسجيل يطلبون منه للتسجيل في مكان اخر !!!بل لقد بدا البعض من ابناء قطاع غزة ينشرون على مواقع التواصل الاجتماعي صور بعض المواد والسلع التي انتقلت مباشرة من قوافل الاغاثة الى رفووف السوبر ماركتات !!! عادت ريما لعادتها القديمة، ولا حول ولا قوة الا بالله !!!ومن يجرؤ على الكلام كما قال عضو الكونجرس الامريكي بول فندلي عندما كان الموضوع يتعلق باشكال الانحياز الامريكي لاسرائيل .
موضوعنا يختلف، ولكنه مثير للالم والتساؤلات !!! ويبدو ان حكومة الوفاق الوطني ساعدها الله ليس في يدها شيء تفعله على الارض في قطاع غزة،وان الوفد الموحد لا يكون موحدا الا داخل مبنى المخابرات وقت الاجتماع ليس الا .
المعركة تزداد تعقيدا، وفي معركة من هذا النوع يجب ان نستند الى الاصل، ونسال انفسنا بصدق وشجاعة، لماذا قامت هذه الحرب ولماذا فجرت اسرائيل هذا العدوان ؟؟؟
اذكر ان الوضع في قطاع غزة قبل هذه الحرب كان مستمرا تحت سقف التهدئة في 2012،فلماذا قامت الحرب ولماذا وقع العدوان، كما اننا كنا فلسطينيا وعلى امتداد شهور طويلة في مفاوضات مع اسرائيل،وطرحت في تلك المفاوضات كافة العناوين دون شطب اي عنوان لا القدس ولا اللاجئين،ونفذت اسرائيل عمليا الافراج عن ثلاث دفعات من مجموع اربع دفعات لاسرى ما قبل اوسلو، فلماذا تم افشال المفاوضضات اسرائليا، ولماذا وقع هذا العدوان التدميري الهائل الذي يقول عنه مفوض الاونروا بانه اذا لم تستقر التهدئة فقد يستغرق تاثير العدوان خمسة عشر عاما .
والجواب الذي يعرفه جميع الاسرائيلين والفلسطينين ومفردات المجتمع الدولي ان هذا العدوان وقع كاعتراض بالنيران الكثيفة على خط السير الفلسطيني، وخط السير كان يقود الى انهاء الاحتلال، وكانت المصالحة في نفس الاتجاه، وجاء العدوان بالنيران الكثيفة لقطع خط السير هذ واعادة بعثرة ما تجمع في الاناء، واعادتنا الى نقطة الصفر .
وكرد طبيعي ومنطقي وصادق على ذلك :فان القرار الفلسطيني يجب ان يتركز ويتمحور حول اعادة الامور الى نصابها، الى خط السير الذي استهدفته اسرائيل اي الى انهاء الاحتلال وهو القضية الرئيسية، وعدم التشتت الى اية ردات اهتزازية اخرى وعدم الوقوع في حفر المساومات الجديدة المجتزئة .
حين يكون لنا دولة فحتما سيكون لنا ميناء وسيكون لنا اتفاقيات مع موانيء اخرى، وسوف يكون لنا اكثر من مطار واتفاقيات مع مطارات اخرى، وسيكون لنا ممرا امنا بترتيبات اعلى مستوى من اي اتفاق جزيء مع اسرائيل اذا بقيت محتلة لارضنا !!!
نحن مثل اي شعب نواصل الاشتباك على كافة الاصعدة لنيل حقوقنا وانجاز استقلالنا الوطني، وعلينا ان لا نكتفي بتحديد ماذا يجب ان نكسب، وانما بتححديد ماذا يجب ان لا نخسر،وهذا السؤال يحدد مدى كفاءتنا في ادارة معاركنا، والذي يجب ان لا نخسره هو وحدتنا والاستمرار في تعزيزها بالحفاظ على شرعيتنا ووحدة الموقف والحفاظ على المكتسبات التي نصل اليها تباعا ولا يجوز تحت اي مزايدة او غرور او اغراءات اقليمية ان نعود الى نقطة الصفر من جديد.

اقرأ أيضا

انعقاد الاجتماع الخامس للجنة العسكرية المختلطة المغربية – الموريتانية

و.م.ع بتعليمات سامية من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة …

بالتعاون مع “الديستي”.. حجز أطنان من الحشيش بجزر الكناري

تمكن الحرس المدني الإسباني، بالتعاون مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المغرب، من إحباط عملية تهريب 4.7 طن من الحشيش على متن قاربين مطاطيين بين جزيرتي غران كناريا وفويرتيفنتورا.

تعرف إلى الحقيقة العلمية لنمو الشعر والأظافر بعد الموت

في العشرينات من القرن العشرين، تخيل المؤلف إريك ماريا ريمارك في روايته «كل شيء هادئ …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *